صنع حارس المرمى الأسترالي «أندرو ريدماين» الحدث في تأهل منتخب بلاده أستراليا إلى كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، والخامسة على التوالي، بفوزه الماراثوني على منتخب بيرو بركلات الترجيح بنتيجة (5ـ4)، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بتعادل سلبي، في المباراة التي احتضنها ملعب «أحمد بن علي» الاثنين في الملحق المؤهل لمونديال 2022 بقطر.
وفرض «أندرو ريدماين» نفسه نجماً للقاء بتصديه لركلتي ترجيح، بعد أن تم الدفع به بديلاً خصيصاً لتنفيذ المهمة، ولفت الانتباه بطريقة تشتيته لتركيز لاعبي بيرو خلال تنفيذهم ركلات الترجيح، بحركاته ورقصاته الغريبة على خط المرمى.
ولدى «أندرو ريدماين» (33 عاماً) قصة نجاح مثيرة، حيث كان قريباً من الاعتزال في عام 2015، وسنه لم يكن يتجاوز 26 عاماً، بعدما أصبح حارساً احتياطياً في ناديه ويسترن سيدني واندرارز الأسترالي، نظير تراجع مستواه، وقبل أن تتاح له فرصة الانتقال إلى نادي «سيدني إف سي» الأسترالي في عام 2017، حيث يلعب لحدود الساعة، كان ريدماين يخطط إلى الاعتزال والتركيز على إنهاء تعليمه، ومحاولة العثور على عمل في مدرسة ابتدائية في سيدني.
مع تراجع أدائه ورتبته كحارس مرمى احتياطي، والاضطرابات المهنية، حيث لعب في 4 أندية في 5 سنوات مع تنوع النجاح والشكل والأداء ما أثر على ثقته بنفسه.
اقرأ أيضاً.. أستراليا تقصي بيرو بـ«الترجيحية» وتلحق بركب المتأهلين إلى المونديال
وفي منتصف الطريق بالفعل ليصبح مدرساً، كان يعتقد أن مستقبله سيكون أفضل من خلال بدء عمله العملي، كان ذلك حتى سنحت له فرصة الانتقال إلى «سيدني إف سي» كبديل لداني فوكوفيتش في يناير 2017، وأصبح ريدماين الحارس الأول لسيدني بعد 6 أشهر عندما انتقل فوكوفيتش إلى نادي جينك البلجيكي، وبعد موسمين تألق فيهما مع «سيدني إف سي» أصبح لاعباً دولياً مع منتخب أستراليا.
وكان يملك «أندرو ريدماين» موهبة في صغره لفتت أنظار كبار أوروبا، من بينهم أرسنال الذي قضى معهم فترة تجريبية مع فريق الشباب عندما كان مراهقاً في عام 2005، وتدرب جنباً إلى جنب مع «جينس ليمان»، و«مانويل ألمونيا»، وأثار إعجاب كبير كشافة أرسنال «ليام برادي»، وأعيد إلى أستراليا مع وعد بأنه سيحصل على عقد للانضمام إلى أرسنال بشكل دائم.
هذا العرض لم يصل أبداً، بدلاً من ذلك، تلقى بريداً إلكترونياً يعتذر فيه أرسنال له، بحجة اعتمادهم على حارس المرمى الشاب فويتشيتش تشيزني البالغ من العمر 15 عاماً، والذي سيواصل لعب أكثر من 180 مباراة مع أرسنال قبل الانضمام إلى روما ويوفنتوس.
بعد أن حاصرته النكسات منذ صغره، أعاد «أندرو ريدماين» اكتشاف ثقته مع سيدني إف سي. حصل على القفازات الذهبية في الدوري الأسترالي بصفته أفضل حارس مرمى في عام 2020، وفاز ببطولة الدرجة الثانية 3 مرات، والأولى 3 مرات، وكأس أستراليا، وأصبح الآن بطلاً قومياً في أستراليا بعد قيادته منتخب بلاده إلى كأس العالم 2022 للمرة السادسة في تاريخهم والخامسة على التوالي.