السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«ملايين التسجيلات» تثير جدلاً في السودان

«ملايين التسجيلات» تثير جدلاً في السودان

لاعب الهلال الجديد مجاهد فاروق مع الطاهر يونس. (من المصدر)

في خضم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها المواطن السوداني وصلت قيمة تعاقدات اللاعبين المحليين إلى مبالغ فلكية هذا العام تزامناً مع موسم الانتدابات الشتوية بالسودان، في وقت لم تتقدم فيه الأندية السودانية كثيراً على صعيد المسابقات القارية في إفريقيا، وتحديداً منافسة دوري الأبطال علاوة على فشل المنتخب السوداني في حجز مقعد محترم في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).



معركة بين الهلال والمريخ

أفاق الشارع الرياضي السوداني أخيراً على معركة شرسة بين قطبي الكرة في بلاد النيلين الهلال والمريخ، بعد أن تعاقد الهلال مع لاعبين 2 من المريخ في صفقة انتقال حر، وهما المهاجم رمضان عجب والحارس علي أبوعشرين وهما لاعبان دوليان في صفوف المنتخب الوطني.

وتمثل مصدر الدهشة في قيمة التعاقد التي دفعها الهلال للاعبين حيث تم تسجيل الحارس بمبلغ 25 مليون جنيه سوداني ( 100 ألف دولار أمريكي) فيما لا يزال مصير رمضان عجب مجهولاً بعد أن تراجع عن تعاقده مع الهلال وعاد ليوقع للمريخ غير أن الصفقة لم تكتمل بسبب مطالبته بمبلغ فلكي يصل إلى 33 مليون جنيه سوداني (132 ألف دولار أمريكي).

وفي بلاد يبلغ متوسط دخل الفرد فيها نحو 840 دولار سنوياً، بحسب تصنيف البنك الدولي، اعتبر المراقبون وصول مبالغ نجوم التسجيلات إلى هذه الأرقام الفلكية ضرباً من الجنون واستهتاراً بمعيشة المواطن الذي يعاني شظف العيش، ويقضي يومه في صفوف طويلة منتظراً الخبز والوقود، مع مراعاة أن الكرة السودانية نفسها التي تصرف عليها الدولة ويصرف على أنديتها الرأسماليون، لم تبارح مكانها المتقهقر بل شهدت تراجعاً مريعاً مقارنة مع رصيفاتها في المنطقة.

نادي الهلال السوداني ممثلاً في نائب رئيس القطاع الرياضي نزار عوض مالك نفى في حديثه لـ«الرؤية» المبالغ التي تداولها الإعلام قيمة لتعاقدات اللاعبين.

وصرح نزار: «هذه الأرقام المذكورة في الإعلام عارية من الصحة تماماً وتجانب الحقيقة.. ليس صحيحاً ما يشاع أن هؤلاء اللاعبين قاموا بمزايدات لرفع أسعارهم وابتزاز الأندية، نحن تعاقدنا معهم نظير مبالغ أقل من المتداولة ونعتبرها مناسبة ومعقولة جداً فهم لاعبون نجوم يستحقون التقييم المميز ليلعبوا في نادٍ مميز ونحن ننتظر منهم الكثير».

غير أن نزار رفض أن يطلع «الرؤية» على القيمة الحقيقية للتقاعد التي يزعم أنها أقل من المتداولة إعلامياً!

من جانبه تساءل مهاجم الهلال السوداني السابق عبدالمعز جبارة الشهير بـ(صبحي) عن جدوى تسجيل لاعبين بمبالغ فلكية في ظل إنجازات معدومة.

وقال صبحي لـ«الرؤية»: «ماذا أضاف هذان اللاعبان للمريخ حتى ينتقلا للهلال؟ وماذا فعل الجيل الحالي حتى يسجل بهذه القيم المادية الخرافية».

وأشار إلى أن كرة القدم في السودان لا تزال محصورة في تقاسم الهلال والمريخ للدوري المحلي، بينما أندية مثل الأهلي المصري تعدت مرحلة كأس أبطال إفريقيا وأصبحت تفكر في كأس العالم للأندية ونحن نقبع في مربع المحلية.

وتابع صبحي: «نحن بعيدون جداً عن الكرة الإفريقية والعالمية إذ إن آخر مرة نال فيها المنتخب السوداني كأس الأمم الإفريقية كانت العام 1970».

واختتم حديثه لـ«الرؤية» قائلاً: «هذه المبالغ المرصودة لهؤلاء اللاعبين غير مناسبة وغير معقولة بالنظر إلى المنتج والإنجاز هذا بخلاف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب السودان».