تمر أندية الدوري السوداني الممتاز بمنعطف تاريخي وغير مشهود على المستوى الإداري، وذلك بعد أن بلغت المجالس المعينة عبر لجان التطبيع (التسيير) المؤقتة، نصف عدد الأندية المشاركة في الدوري السوداني الممتاز، بحسب إحصاءات رسمية.
وينشط في الدوري السوداني الممتاز 16 نادياً، يأتي على رأسها الهلال والمريخ، وهما أيضاً بلا إدارات مستقرة، بعد أن انتهت دورة مجلس إدارة المريخ، وهو الآن يعاني من حالة فراغ إداري، بل وصل أمره إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حالياً للبت فيه.
وإلى جانب الهلال والمريخ، تدار أندية كل من أهلي شندي، أهلي مروي، هلال الفاشر، مريخ الفاشر، الشرطة القضارف، و توتي بلجان تطبيع «تسيير».
عزوف
الإقبال على رئاسة الأندية والعمل في مجالس الإدارات في السودان شهد عزوف أصحاب المال والأعمال عن التقدم لخوض الانتخابات، وابتعد أكثر من اسم بارز عن العمل الرياضي، ويأتي على رأس الأسباب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها السودان.
وتشتهر الأندية السودانية منذ مدة بهيمنة رجال الأعمال عليها، إذ يتولون الصرف من أموالهم الخاصة على الأجهزة الفنية واللاعبين الوطنيين والمحترفين ومصروفات التسيير، وهو أمر لا يتوانى المختصون عن ربطه بإخفاق الكرة السودانية على صعيد الأندية والمنتخبات.
والآن وفي ظل التغييرات السياسية وارتباط عدد من رؤساء الأندية بفترة الرئيس المخلوع عمر البشير ونظام الإخوان المسلمين الإرهابي، بات عدد منهم مهدداً بالملاحقة القانونية، ما أضطرهم للانسحاب من المشهد.
كمال شداد: العمل بالأندية شاق
وكان رئيس اتحاد كرة القدم السوداني الدكتور كمال شداد وصف الأسبوع الماضي العمل في الأندية بـ«الشاق»، وقال شداد: «الدوري لممتاز بطولة مكلفة، الرعاية انتهت والسوق الإعلاني اندثر، المشاركة في البطولة بمثابة جهاد بالنسبة للأندية التي نسعى للتخفيف عليها بالتكفل بالترحيل».
تهديد بالاستقالة
وعلى الصعيد ذاته، هدد أعضاء مجلس نادي هلال الأبيض (وسط البلاد) بالاستقالة عقب فشلهم في توفير منصرفات الفريق المشارك في بطولة الكونفدرالية قبل أن يتدخل رئيس نادي الهلال أم درمان هشام السوباط ويتكفل بمنصرفات السفر إلى تنزانيا.
استقالة وعودة
والأسبوع الماضي، تقدم رئيس نادي الأمل عطبرة السوداني جمال حسن سعيد باستقالته من رئاسة النادي وأعلن اعتزال العمل الرياضي، غير أن تدخل أنصار الفريق وحكومة الولاية جعل جمال يعود مرغماً للعمل.
وفي حديثه لـ«الرؤية» عبر جمال حسن عن خشيته من أن تجد الأندية السودانية جميعها بلا مسيرين في يوم من الأيام، وعزا جمال تخوفه إلى أسباب تتعلق بعدم تقدير الرياضيين للدور الذي يقوم به الإداريون في ظل أزمة اقتصادية خانقة تضرب البلاد.
وانتقد جمال حسن ما أسماه بالحملة الشرسة على إداريي الأندية من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالرياضة، حيث قال: نتعرض للشتم والإساءة في وقت نعمل فيه في ظل ظروف قاسية ونقتطع من قوت عيالنا ووقتنا وصحتنا، بدلاً من أن نجد التشجيع نقابل بالانتقاد والتقليل من الشأن.
