تعتبر فرق الناشئين ومدارس الكرة النواة الحقيقية للفريق الأول لأي نادٍ، إذ يتم فيها إنتاج المواهب وتزويدها بروشتة النجاح مستقبلاً، وخلال هذه الفترة المهمة، كثيراً ما أثر مدربون بأفكارهم وتوصياتهم في الأجيال، ما يجعل أسماءهم عصية على النسيان، مهما تباينت تجارب كل لاعب بين الشهرة والخيبات.
ويعدّ المدرب المصري ومشرف المراحل السنية بنادي خورفكان نبيل عبدالمنعم إسماعيل الشهير بـ«نبيل عبده» أحد هؤلاء المدربين، إذ ظل يرصد ملاعب كرة القدم بميادين وحواري مدينة خورفكان على مدار 32 عاماً بحثاً عن أفضل الخامات واكتشاف أميز المواهب وضمها إلى مدرسة الكرة بالنادي لتدعيم صفوف الفريق الأول.
وخلال مسيرته التدريبية بخورفكان مرّ عليه أكثر من 3000 آلاف لاعب من بينهم العشرات الذين برز نجمهم ومثلوا جميع المنتخبات كرئيس شركة كرة القدم النجم المونديالي خليل غانم وأخيه مبارك غانم، ومشرف خورفكان الحالي علي خليل، وعضو مجلس إدارة النادي مبارك الحمادي، والمدرب الوطني بدر صالح، وسعيد عبود، وهاني سعيد وغيرهم كثُر، كما كان يصعّد سنوياً 7 لاعبين إلى الفريق الأول.
وحقق عبده العديد من الإنجازات مع المراحل السنية أهمها 4 بطولات على المستوى المحلي والخليجي إضافة إلى توليه تدريب الفريق الأول لخورفكان 6 مرات كمدرب طوارئ أولها كان بنهاية 1996 وآخرها 2010 بديلاً لمواطنه أحمد عبدالحليم.
بدايات وذكريات
تعود بدايات المدرب المصري مع كرة القدم إلى نادي الترسانة المصري عندما كان لاعباً وهو ابن الـ13ربيعاً وتدرج به إلى أن صعد إلى الفريق الأول مع أعظم جيل للنادي وهم: (الشاذلي، مصطفى رياض، محمود حسن، وحرب دحشور)، ثم انتقل إلى الكويت 1973 واحترف هناك بنادي اليرموك وحصلوا على كأس المشترك في العام نفسه وهو الموسم الأخير الذي شهد مشاركة الأجانب بالكويت، ومنها انتقل مباشرة إلى نادي الصفا اللبناني مع زميله محمود سعد في موسم 1974، ثم عاد إلى مصر عبر نادي الطيران موظفاً ولاعباً لموسمين ومنها إلى الإمارات.
رحلته بالإمارات لاعباً
شكل نادي العروبة بداية ومنطلق عبده في دار زايد، وعنها يقول: «وصلت عام 1977 كأول لاعب محترف بنادي العروبة الذي كان يديره في ذاك الوقت محمد الجاسم ومحمد علي الصايغ ويقود فريقه سعيد بن عباد، وكانت جميع الملاعب ترابية باستثناء نادي اتحاد كلباء، وواصلت لسبع سنوات كلاعب».
وأردف: «بعد نهاية المسيرة الكروية عملت مدرباً بالنادي نفسه للمراحل السنية وأسست أول مدرسة للكرة بالساحل الشرقي وحققنا العديد من الإنجازات، وخلال بطولة نظمت لأندية الساحل الشرقي ونلنا بها الدرع وجائزة أفضل لاعب وهو (خليفة راشد المدير الفني الحالي للعروبة) وأفضل حارس (حسن جوهر) طلب مني الشيخ صقر بن خالد القاسمي الانتقال إلى نادي خورفكان (الخليج سابقاً)».
ومن جهته، يشكل نادي خورفكان آخر محطات المدرب المصري والذي تواجد بملاعبه كمشرف للمراحل السنية منذ عام 1988 وعن هذه التجربة يقول: «بدأت بتدريب فريقي 16 و18 سنة وبدون مدرب حراس حصلنا على المركزين الثالث والرابع على مستوى الدولة، وفي عام 1991 ظفرنا بدرع الدوري لفريق 17 سنة على مستوى الإمارات ومثلنا الدولة في قطر في بطولة مجلس التعاون (دورة مارس)، كما حصلنا على المركز الثاني بدون أي هزيمة وهي أول مشاركة للنادي خارج الدولة، ثم توجنا ببطولة 19 سنة عام 1996 بعد إقصاء نادي الأهلي.
وبنهاية 1996 تولى تدريب الفريق الأول عندما أقالت إدارة النادي المدرب البولندي ينوش بعد تلقيه 5 هزائم متتالية وتم تكليفه مدرباً للفريق وجمع 27 نقطة، وآخرها عام 2010 عندما أقيل مواطنه أحمد عبدالحليم.
وواصل نبيل عبده العمل داخل نادي خورفكان وأصبح بمثابة أب روحي لجميع الناشئين ومدارس الكرة محباً وشغوفاً بعمله ويصعدّ سنوياً 6 لاعبين للفريق الأول، ولظروف خاصة انتقل إلى تدريب ناشئي مسافي 2001 لمدة 3 سنوات، ثم إلى نادي حتا وتولى به قيادة فريقي 16 و18 سنة لموسم واحد وهما أول من صعّد فريق حتا إلى دوري المحترفين عام 2005، ثم عاد مرة أخرى إلى خورفكان عام 2006 كمسؤول عن مدرسة الكرة والمراحل السنية ولا يزال.
عبقري المواهب والاجتماعيات
بحكم أنه لاعب سابق يمتلك عبده جانباً نظرياً لافتاً في الملاعب ولديه رؤية فنية واقعية للاعب.
وتميز نبيل عبده بإلقاء محاضرات دينية وتوعوية للناشئين والبراعم لمدة ربع ساعة قبل كل تمرين، ويحفزهم بمشاهدة فيديوهات لأساطير الكرة مثل مارادونا وبيليه ليحذوا حذوهما، وبجانب تلك النجاحات على المستطيل الأخضر يتميز بروح خفيفة وعلاقات اجتماعية واسعة في مدينة خورفكان ساعدته على استقطاب المواهب ويقول عن ذلك: «أصبحت واحداً من أهالي هذه المدينة الجميلة، وهذه العلاقات ساعدتني على ضم أكبر عدد من الناشئين وإقناع أسرهم بل وأقوم بتوصيلهم إلى أروقة النادي وأتابع مستوياتهم الأكاديمية بمدارسهم، أتواجد وأجامل في جميع مناسباتهم أفراحاً وأتراحاً، ولن أنسى زيارة أكثر من 35 شخصاً من خورفكان لمصر وشاركوني فرحة ابني الأول بالزواج، وجاؤوا بسيارات سفارة الإمارات في القاهرة، وأنا ممتن لهذه اللحظات التاريخية».
أبرز النجوم الذين تخرجوا على يديه سعيد عبود، علي خليل، مبارك مسعود، الأخوان طارق بلال ومبارك بلال، فهد عبدالرحيم الحوسني، علي عبدالوهاب، أنور محمد، والحارس سالم الخبيل، والأخوان عزيز غانم وعلي غانم وهما أخوان مبارك وخليل غانم رئيس شركة كرة القدم الحالي لكن الإصابة لم تساعدهما في إكمال مشوارهما الكروي.
إنجازات
يحمل نبيل عبده سجّلاً حافلاً بالإنجازات خلال مسيرته الطويلة مع خورفكان على مستوى المراحل السنية ومدرسة الكرة أبرزها: موسم 1991/ 1992 بطولة الدوري العام والمركز الأول مع فريق 17 سنة بنادي الخليج سابقاً، والمشاركة في العام نفسه في بطولة مجلس التعاون التي احتضنتها قطر ممثلاً للدولة ونال المركز الثاني (بطولة مارس).
سيرة ومسار:
موسم 1994/ 1995 تم تكليفه من اتحاد الإمارات لكرة القدم بمهام تدريب منتخب المنطقة الشرقية تحت 21 سنة.
موسم 1996/ 1997 المركز الأول مع فريق تحت 19 سنة بنادي الخليج سابقاً.
موسم 1997/ 1998 تم تكليفه من اتحاد الكرة بتدريب منتخب المنطقة الشرقية تحت 15 سنة و17 سنة.
وموسم 2008/ 2009 توج بكأس الاتحاد مع فريق الشباب 18 سنة بنادي الخليج.