السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

عبدالله بوزنجال.. «صوت» كل الألعاب في الإمارات

على الرغم من هيمنة كرة القدم على المجال الرياضي في الإمارات، فإن بقية الألعاب ترفض التواري عن الساحة، وذلك بتقديم فواصل من الإثارة والتنافس، إلى جانب عوامل جذب أخرى تراهن عليها، أبرزها الاستعانة بمعلقين لهم باع ودراية فيها، من أجل شد انتباه الجماهير، ومن هؤلاء، الرياضي الشامل والمعلق عبدالله سعيد بوزنجال، الذي أمضى نحو 4 عقود في المجال.

وبدأ بوزنجال مسيرته لاعباً في كرة اليد، قبل أن ييمم وجهه شطر كرة القدم في مركز حارس مرمى، قبل أن ينتقل بعدها إلى مجاله الحالي، وهو التعليق على الرياضات الأخرى غير كرة القدم، من سلة وطائرة وسباحة وتجديف.

البداية

دشن عبدالله سعيد بوزنجال المولود في إمارة الشارقة عام 1960، حياته الرياضية باكراً، وتحديداً منذ أن كان طالباً في المرحلة الإعدادية بمدرسة علي بن أبي طالب بالإمارة الباسمة، وذلك من بوابة كرة اليد (لُعبة الأقوياء)، مُظهراً مواهب رائعة، جعلت الكثير يتنبأ له بمستقبل واعد فيها.

وانضم بوزنجال لنادي الشعب «الكوماندوز» لموسم واحد، في عام 1975 في معية عدد من اللاعبين الذين شكلوا اللبنة الأولى لكرة اليد بإمارة الشارقة.

ويحكي بوزنجال عن تلك الفترة بقوله: «وُلد فريق كرة اليد بنادي الشعب قوياً من الوهلة الأولى بمواهب فطرية رائعة من اللاعبين اليافعين منهم ناصر حسن عثمان ويوسف المعلا رحمهما الله، وعبدالله محمد أحمد وغيرهم من لاعبي اليد الأقوياء».

الساحرة المستديرة

وبعد عام قضاه داخل قلعة (الكوماندوز) لاعباً لكرة اليد، تحولت بوصلة بوزنجال نحو كرة القدم، إذ انضم لفريق نادي الشارقة حارساً لمرماه ضمن فرق المراحل السنية وكان ذلك في عام 1976.

الدمج

كان بوزنجال حاضراً لفترة تكوين ناديي الشارقة «الملك» والشعب «الكوماندوز»، ويستحضر تلك اللحظات التاريخية التي حدثت إبان لعبه كرة اليد في نادي الشعب، بقوله: «كان بإمارة الشارقة 4 فرق لكرة القدم، هي الخليج والعروبة والعُماني والشارقة، فكان دمج الخليج والعروبة معاً ليكوّنا نادي الشارقة الحالي (الملك)، كما تم دمج العماني والشارقة ليكوّنا نادي الشعب (الكوماندوز)، كان ذلك في عام 1974».

ولعب بوزنجال حارساً لمرمى فرق الشارقة للمراحل السنية لموسمين، فاز معه خلالهما بكأس بطولة الإمارات الشمالية لفرق تحت 17 عاماً.

ويفخر بوزنجال كثيراً بالمجموعة من اللاعبين الذين كان تشملهم قائمة الفريق آنذاك ومنهم إبراهيم سرور وحمد حارث وعباس غلوم (فوكس).

عامان في مصر

توجه بوزنجال في فترة الصبا، للدراسة في مصر، وأثناء الدراسة انضم للعب حارساً لمرمى فريق نادي رعاية الشباب والرياضة في منطقة الجزيرة بالقرب من ملاعب المقاولون العرب لموسم واحد.

أصحاب السعادة

بعد عودته من مصر، حط بوزنجال رحاله في العاصمة أبوظبي، وانضم لفريق الإمارات قبل تسميته فريق الوحدة أصحاب السعادة الحالي لفئة تحت 19 عاماً، وكان ذلك في موسم 1979-1980، في معية عبدالله صالح قائد الفريق والمنتخب آنذاك، وعلي عبدالرحيم، والغاني عبدالرزاق وغيرهم من اللاعبين المميزين.

ويحكي بوزنجال عن تلك الفترة قائلاً: «كانت فترة رائعة بالعلاقة القوية والترابط بين اللاعبين، ورغم أنها كانت فترة الهواية قبل الاحتراف الحالية، إلا أننا كنا نقضي معظم ساعات اليوم بالنادي، نأتي إلى النادي في الثانية ظهراً ونغادره في التاسعة مساء، كما كنا نقضي ذلك الوقت في العديد من الهوايات منها تنس الطاولة، ولا أنسى التواصل الاجتماعي الذي كان بيننا».

وأضاف: «أثمرت حالة الفريق الرائعة تلك عن العديد من الإنجازات منها الفوز بكأس بطولة منطقة أبوظبي، وكان يشارك في تلك البطولة فرق الإمارات (الوحدة)، الجزيرة، أبوظبي، العين، وأذكر أننا حققنا الفوز على العين في المباراة النهائية بنتيجة 3-2 في ملعب الوحدة الحالي استاد آل نهيان».

وبعد موسمين قضاهما بوزنجال في قلعة أصحاب السعادة محققاً العديد من الألقاب، يمم خطاه صوب إمارة عجمان وانضم لفريقها البركان لموسم وحيد بعدها داهمته الإصابة اللعينة وكانت سبباً في وضع حد لمسيرته حارساً لكرة القدم.

التعليق الرياضي

لعبت الصدفة دوراً مهماً في دخول بوزنجال مجال التعليق الرياضي عندما طُلب منه التعليق على مباريات بطولة الخليج تحت 19 سنة لكرة السلة التي شارك فيها المنتخب الإماراتي مع منتخبات السعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان لعدم وجود معلق في تلك البطولة.

ويحكي عن تلك اللحظة بقوله: «قبلت تحدي التعليق على مباريات البطولة وكانت تلك الانطلاقة في ميدان الإعلام الرياضي من بوابة التعليق في عام 1998 عبر قناة الشارقة الرياضية، وتوالت المشاركات معلقاً على مباريات كرة السلة بالمشاركة في البطولة العربية لكرة السلة التي أقيمت في المغرب في 2009».

موقف لا يُنسى

ويحكي بوزنجال عن موقف لا ينساه في بداية مشواره مع التعليق أسهم في تعزيز ثقته ودوافعه للاستمرار في ذلك الميدان، ويقول: «دشنت عملي في التعليق التلفزيوني ابتداءً من بطولة الخليج، وأذكر أن والدة أحد لاعبي منتخب البحرين وأصغرهم عمراً حضرت للمباراة النهائية بين الإمارات والبحرين وذكرت لي أنها حضرت فقط لكي تستمتع بتعليقي على المباراة (لايف) داخل الصالة بعد أن ظلت تتابع تعليقي عبر الشاشة أثناء البث المباشر للمباريات».

وأردف: «أذكر كانت المباراة في صالة نادي الشارقة فقالت لي: حضرت لأستمتع بصوتك ومدحك منتخب البحرين وعدم انحيازك لمنتخب بلادك الإمارات، لا أنسى تلك الكلمات وقد كان أن فاز منتخب البحرين على الإمارات وحاز كأس البطولة».

الصالات أصعب

يؤكد بوزنجال أنه حاول التعليق على مباريات كرة القدم ولكنه لم يجد نفسه فيها، وقد ظل عاشقاً لرياضات الصالات المغلقة، وأكمل: «مع بطولات الصالات وجدتني أعلق على السباقات البحرية مثل سباقات الزوارق وغيرها، وأقولها بكل جدية إن التعليق على مواجهات الصالات المغلقة صعب للغاية ويتطلب تركيزاً عالياً بسبب الحركة السريعة للاعبين والانتقال دفاعاً وهجوماً، كما أن القوانين ليست سهلة ما يستدعي إلمام المعلق بها حتى لا يفوت عليه شيء».