الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الدوري الفرنسي يغرق في شبر «البث التلفزيوني»

الدوري الفرنسي يغرق في شبر «البث التلفزيوني»

كانال بلس بديل اضطراري لرابطة الدوري الفرنسي. (غيتي)

على الرغم من عدم استفاقته من صدمة خسارة الملايين في بند الإيرادات جراء غياب الجماهير عن المباريات بسبب جائحة كورونا، تلقى الدوري الفرنسي لكرة القدم صفعة جديدة مؤخراً، وذلك بعد خروج شبكة ميديابرو الإسبانية من احتكار حقوق بث البطولة منذ الخامس من الشهر الحالي، بسبب تعثرها في الإيفاء بالمتطلبات لرابطة البطولة، لتبدأ الأخيرة رحلة شاقة في البحث عن مشترٍ جديد.

وكانت الشركة الإسبانية التي يوجد مقرها بمدينة برشلونة فشلت في الإيفاء بأول دفعتين من العقد الذي بلغت قيمته 800 مليون يورو سنوياً مقابل الحصول على 80% من حقوق بث الدوري لمدة 3 سنوات، قبل أن تعلن تخليها عن بث البطولة.

وبدورها سعت رابطة الدوري الفرنسي في استدراك الأمر سريعاً وذلك بإعلانها أخيراً عن مزاد لبيع حقوق بث البطولة من تاريخ الخامس من فبراير وحتى المواسم الثلاثة التالية (2021-2022 و2022-2023 و2023-2024)، لكنها منيت بخيبة أمل كبيرة، بعد تأكيد الثلاثي العملاق في البث التلفزيوني في أوروبا (أمازون ودازن وديسكفري) عن عدم رغبتهم في شراء البطولة، بسبب ضبابية الرؤية بشأن عودة الجماهير للملاعب والحياة لطبيعتها حتى الآن.

حلّ خجول

برغم الصمت الذي يلف رابطة الدوري الفرنسي بخصوص الشريك الجديد في البث حتى الآن، فإن تقارير عدة ومتطابقة قطعت بأن الرابطة والاتحاد الفرنسي للكرة توصلوا إلى اتفاق باهت أخيراً مع قنوات كانال بلس الفرنسية، الشريك الرسمي السابق قبل ميديابرو، لبث مباريات الدوري هذا الموسم.

وبحسب موقع سبورت مينت الفرنسي، فإن كانال بلس ستدفع 35 مليون يورو فقط لاحتكار جميع مباريات الدوري هذا العام، كمبلغ إضافي تدفعه إلى جانب 330 مليون يورو تدفعها سنوياً للرابطة مقابل بثها 20% من مباريات الليغ 1، بالتنسيق مع المحتكر الرسمي المنسلخ حديثاً ميديابرو، وبين سبورت القطرية الطرف الثالث (غير الرسمي) في بث البطولة.

ووفقاً للموقع ذاته، فإن العقد تم توقيعه رسمياً، لكن رابطة الدوري فضلت أن يكون سرياً، وذلك في سياق بحثها عن مشترٍ بعائد مجزٍ دائم بداية من الموسم المقبل.



خسائر

ستبلغ قيمة ما ستحصل عليه رابطة الدوري الفرنسي هذا الموسم 670 مليون يورو فقط من عوائد البث التلفزيوني لبطولتها، وهو مبلغ يشكل خيبة أمل كبيرة للأندية، كون البث التلفزيوني يعتبر حالياً هو العائد الوحيد المتبقي، بعد تلاشي عوائد بيع التذاكر ومداخيل خدمة الجمهور بالملعب.

وكان من المفترض أن تستلم الرابطة ما قيمته 1.14 مليار يورو هذا الموسم، بيد أن انسحاب ميديابر جعلها تغرق في بحر الاحتمالات الحرجة، إذ يعد ما ستجنيه هذا الموسم أقل مما جنته في عقدها مع كانال بلس السابق في الفترة من 2016 وحتى 2020، والذي بلغ 870 مليون يورو، كما أن ذلك يأتي في وقت سجلت فيها حقوق البث في الدوريات الأخرى المنافسة في أوروبا طفرة كبيرة.



ومن المتوقع أن تنعكس الأرقام الفقيرة للإيرادات سلباً على أندية الدوري الفرنسي العشرين، والتي بحسب تقرير تحليلي لوكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) نشر أخيراً، ستصل خسائرها إلى 1.3 مليار يورو هذا الموسم.



ويعد باريس سان جيرمان، بحسب التقرير، أكبر الخاسرين، إذ ينتظر أن يسجل عجزاً بنحو 300 مليون يورو، كما ستبلغ خسائر الأندية من غياب الجماهير نحو 400 مليون يورو.



غليان في الأندية

على الرغم من حدوث (زوبعة) البث التلفزيوني ومديا برو أخيراً، فإن الحراك والمخاوف من إفلاس الأندية الفرنسية بدأ منذ مارس من العام الماضي، أي مع بداية الجائحة، إذ رشحت تقارير بحثية أن نصف أندية الدوري الفرنسي ستواجه شبح الإفلاس بداية من هذا الموسم، جراء تأثرها بغياب الجماهير.

وبدوره، صعّد رئيس مرسيلا الفرنسي جاك هنري إيرو من المخاوف حول الأمر، وذلك بعد تصريح ناري له نهاية الأسبوع الماضي طالب فيه بضرورة تقليل عدد الأندية المشاركة في البطولة وبصورة فورية، وذلك لتفادي الإفلاس.

وقال إيرو في تصريحات نقلها موقع فيرست بوست الرياضي: «نحن كدوري نعتمد على عدة مصادر دخل أبرزها بيع المواهب، لكن بفعل كورونا يشهد سوق الانتقالات الكثير من الركود، إلى جانب فقدان أموال البث التلفزيوني والجماهير، أعتقد أن تخفيض الأندية مهمة الأندية، لأن توازن 20 نادياً مالياً في هذه الظروف يبدو صعباً للغاية».