قال الدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادي العالمي، رئيس كلية كوينز جامعة كمبريدج البريطانية، في مقابلة مع «ياهو فاينانس لايف»، إن الولايات المتحدة تواجه ركوداً تضخمياً في الوقت الحالي.
وأضاف العريان أن مخاوف المستثمرين بشأن قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تنفيذ ما يسمى بـ«الهبوط الناعم»، الذي يتجنب الركود بينما يبطئ التضخم، قد تزايدت، مشيراً إلى أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أقر بصعوبة ذلك أثناء الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس الأسبوع الماضي. وأكد أن المركزي الأمريكي لم يستجب بالسرعة الكافية للتضخم.
وأشار العريان إلى أن الاقتصاديين يناقشون احتمال حدوث ركود في العام المقبل، حيث إن الولايات المتحدة عالقة في محطة طريق غير مريحة وهي أن التضخم مصحوب بركود، مؤكداً أن تلك الكلمة توحي بأن هذا المأزق الاقتصادي يشير إلى تباطؤ أو ركود النمو وارتفاع التضخم.
وانكمش الاقتصاد الأمريكي بالفعل بنسبة 1.5% في الربع الأول من العام الحالي، وارتفعت معدل أسعار المستهلكين الرئيسي بنسبة 8.6% خلال مايو.
وسجل «الخوف من التضخم المصحوب بالركود التضخمي» أعلى مستوى له منذ يونيو 2008 أي منذ 14 عاماً، وفقاً لآخر استطلاع لمديري الصناديق العالمية الذي أجراه بنك أوف أمريكا.
وكتب الاقتصاديون في بنك آي إن جي بمذكرة بحثية صدرت مؤخراً: «لقد حدث الضرر في الشؤون المالية للأسر بسبب الضغط على القوة الشرائية من ارتفاع التضخم، ويعتقد 30.8% فقط من الأسر أن نمو الدخل سيتجاوز التضخم على مدى السنوات الخمس المقبلة»، وأكدوا أن الركود التضخمي ليس هو المسار الذي يواجه الاقتصاد الأمريكي فقط.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، خفّض البنك الدولي توقعاته للنمو العالمي هذا العام إلى 2.9%، من توقع سابق عند 4.1%. وأصدر تحذيراً بأن التوقعات العالمية تواجه مخاطر هبوط كبيرة في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة وفترة ممتدة من الركود التضخمي والتي تذكرنا بفترة السبعينيات، والضغوط المالية الواسعة النطاق الناجمة عن ارتفاع تكاليف الاقتراض، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي.