الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

جنوب أفريقيا.. انقطاع التيار الكهربائي يربك الشركات الصغيرة

جنوب أفريقيا.. انقطاع التيار الكهربائي يربك الشركات الصغيرة

بعد أسابيع من انقطاع التيار الكهربائي لفترات متقاربة، تعاني الشركات الكبيرة والصغيرة في جنوب أفريقيا، ليس من حيث الإنتاجية فحسب، بل من التكاليف أيضاً، في حين كانت تفضل تعيين موظفين لتجاوز الأزمة التي أعقبت الوباء.

في حانة «ناتيف ريبيلز» المطلة على مدينة سويتو الضخمة بالقرب من جوهانسبرغ، يقضم تشغيل المولد الذي يؤمن التيار الكهربائي جزءاً كبيراً من الأرباح، وفق ما صرحت المديرة ماسيشابا نونياني لوكالة فرانس برس.

وقالت المديرة (33 عاماً) ساخرة «اعتقدنا أن كوفيد قد استنفذنا، لكننا الآن ندفع ثمن انقطاع الكهرباء لمدة 8 ساعات دون عائد»، مضيفة «أنه أمر ضار جداً، ويؤثر على عائداتنا».

وتعاني البلاد من انقطاع في التيار الكهربائي، لكن تواتره ازداد في الآونة الأخيرة. هذا الشهر، انقطع التيار الكهربائي عدة مرات يومياً ما بين ساعتين وأربع ساعات، في أسوأ معدل منذ أواخر عام 2019.

منذ ذلك الحين، تشهد البلاد انقطاعاً يومياً في التيار الكهربائي، وإن قلّ تواتره، ما أثر على مزاج السكان.

بعد سنوات من سوء الإدارة والفساد، أصبحت الشركة العامة «إيسكوم» غير قادرة على إنتاج الطاقة الكافية لتلبية احتياجات البلاد. وتحتاج محطات الطاقة، العاملة بالفحم (80% من الكهرباء في جنوب أفريقيا) والمتهالكة، إلى الصيانة.

وتكلف كل «مرحلة» من انقطاع التيار الكهربائي البلاد ما يعادل 29 مليون يورو يومياً، بحسب بيان حكومي صدر في مارس.

اعتبر إسماعيل فاسانيا، المحاضر في الاقتصاد بجامعة ويتواترسراند، أن التداعيات كارثية. وأوضح أن «التقنين سيؤدي إلى فقدان المزيد من الوظائف، وبالتالي إلى انخفاض الإنتاج. وسينعكس هذا على الإنفاق، وسيضر بالنمو».

ورأى الخبير الاقتصادي أن اللجوء إلى شراء وتشغيل المولد يشكّل تكلفة إضافية، ما يثني البعض عن إنشاء أعمالهم الخاصة أو عدم تشجيع الأجانب على الاستثمار.

نحو طاقة شمسية

وتبعات ذلك على خلق فرص العمل تثير القلق، خاصة في ظل ارتفاع معدل البطالة إلى 34,5% بسبب الآثار المدمرة لوباء كوفيد.

قال الرئيس سيريل رامابوزا، الجمعة، في كلمة بثها التلفزيون «يكفي أن نتجول في شوارع مدننا وطرق قُرانا لنرى بوضوح ويلات كوفيد على التوظيف».

كما تطرق رامابوزا إلى أزمة الطاقة قائلاً إنه سيعلن عن إجراءات «في الأيام المقبلة» دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

في غضون ذلك، اعتبر أن وجود منافسة في قطاع الطاقة، مع العديد من المشغلين التابعين للحكومة، كما هو الحال في دول مثل الصين، لن يكون «فكرة سيئة».

وأضاف «ينبغي أن نستخدم جميع الوسائل المتاحة، ونزيل العقبات التنظيمية لتزويد الشبكة بالكهرباء في أسرع وقت ممكن».

يدعو خبراء الطاقة، وحتى شركة «إيكسوم» المثقلة بالديون، الحكومة إلى الاستثمار بسرعة في مصادر الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، باعتبارها الطريقة المُثلى لسد فجوة الطاقة.

واعتبر فاسانيا أن «هذا من شأنه أن يدعم الشركات الصغيرة، ويقلل من فقدان الوظائف»، إذا تحقق ذلك بسرعة كافية لتجنيبهم توقف أنشطتهم التجارية.

في سويتو، قالت مديرة الحانة لوكالة فرانس برس إن موظفيها يغلقون الأبواب في وقت مبكر عندما يكون عدد الزبائن قليلاً للحد من استهلاك المولد للديزل.

وأضافت نونياني «أنا قلقة للغاية بشأن استمرار عملنا. أخشى على موظفيَّ، ولا أعرف بمن سأحتفظ منهم».

وتابعت «إذا كان الناس لا يعملون وليس لديهم دخل، فإن ذلك سيولد جملة من المشاكل الأُخرى» في بلد يعاني بالفعل من ارتفاع في معدل الجريمة.