الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

انطلاق أول شحنة حبوب من ميناء أوديسا.. لماذا الوجهة لبنان؟

انطلاق أول شحنة حبوب من ميناء أوديسا.. لماذا الوجهة لبنان؟

ميناء أوديسا يؤمن 60% من نشاطات الموانئ الأوكرانية. إي بي أيه

يُعدّ استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية، وخصوصاً مع انطلاق أول سفينة من أوديسا، «مؤشراً إيجابياً»، كون القمح الأساسي لتحقيق الأمن الغذائي العالمي أصبح عنصراً استراتيجياً في الحرب بين أوكرانيا وروسيا.

«مؤشر إيجابي»

بعد توقيع اتفاق في 22 يوليو بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة يسمح باستئناف الصادرات الأوكرانية تحت إشراف دولي، أبحرت أول سفينة محمّلة بحبوب أوكرانية من ميناء أوديسا (جنوب)، صباح الاثنين، باتجاه لبنان. وقالت وزارة الدفاع التركية «غادرت رازوني ميناء أوديسا إلى وجهتها في مرفأ طرابلس في لبنان. وينتظر أن تصل إلى إسطنبول في الثاني من أغسطس. وستواصل طريقها إلى وجهتها إثر عمليات تفتيش ستتم في إسطنبول». وأشار وزير البنية التحتية الأوكرانية أولكسندر كوبراكوف إلى أن السفينة تحمل 26 ألف طن من الذرة.

واعتبر محلل الأسواق الزراعية لدى شركة «أغريتيل» غوتييه لو مولغا أن ما يحصل «مؤشر إيجابي»؛ لأن ذلك «سيُطمئن» الأسواق العالمية والدول المستوردة. لكنه أشار إلى أن السفينة المتّجهة إلى لبنان «ليست سفينة كبيرة»، معتبراً أن أوكرانيا لن تصدّر، في هذه المرحلة، كميات أكبر من الحبوب.

وكان تصدير القمح والذرة وحبوب عباد الشمس يحصل بنسبة 90%، قبل الحرب، عن طريق البحر، وبشكل رئيسي من ميناء أوديسا الذي يؤمن 60% من نشاطات الموانئ الأوكرانية.

وجهة لبنان.. «رمز قوي جداً»

وبحسب مرصد التعقيد الاقتصادي التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي يجمع بيانات عن التجارة الدولية، كان يستورد لبنان في العام 2020 أكثر من 60% من قمحه من أوكرانيا؛ ما جعله معتمداً بكثرة على الشحنات الأوكرانية، كما هي الحال في مصر والمغرب وإندونيسيا وباكستان. واعتبر كلود جورجوليه، مدير معهد تحليل الأسواق الزراعية AgriTechTrade، أن إرسال أول سفينة حبوب إلى مرفأ طرابلس في شمال لبنان «رمز قوي جداً». ورأى أن «هناك مسؤولية أخلاقية لمساعدة الدول التي تواجه صعوبات على الصعيد الغذائي» مثل لبنان، خصوصاً أن «المفاوضات بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية حصلت برعاية الأمم المتحدة».

غير أن طريق العودة إلى وضع طبيعي ما زال طويلاً. ولم تتمكّن بعدُ أي دولة، منذ بداية الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير، من تعويض النقص في الحبوب الذي تسببت به الحرب؛ ما فاقم من مخاطر حدوث مجاعة.

كيف؟ وبأي ثمن؟

ورغم إثارة اتفاق 22 يوليو آمالاً حقيقية على الساحة الدولية، يُثير أيضاً قلقاً بشأن الاستئناف التشغيلي لحركة المرور البحرية في البحر الأسود. وطرح لو مولغا عدة تساؤلات بشأن الطريقة «التي ستصل فيها السفن إلى هذه المنطقة، ولقاء أي ثمن». وقال المحلل إنه «يشكُّ» في «إمكانية استئناف وتيرة التصدير (من أوكرانيا) لفترة ما قبل الحرب. ما زلنا بعيدين جداً عن رؤية كيف سيتم فتح هذا الممر بشكل يومي». وفي العام 2020، كانت تشكّل الصادرات الأوكرانية العالمية وحدها 13% من صادرات الذرة العالمية و9% من صادرات القمح وبذور اللفت، بحسب مرصد التعقيد الاقتصادي.

أسعار مرتفعة جداً

ما زال نحو 20 مليون طنّ من الحبوب (قمح وذرة) عالقاً في صوامع موانئ البحر الأسود. ومن أجل مواجهة الصعوبات اللوجستية، اضطرت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون إلى بذل جهود ضخمة في الأسابيع الأخيرة لتصدير الحبوب عن طريق البر أو السكك الحديد، لكنها لم تتمكن من التعويض عمّا تسبب به توقّف الموانئ عن العمل، حيث انخفضت الصادرات ستة أضعاف عن طريق البحر. وقال جورجوليه إن «المستثمرين كانوا قد توقّعوا» اتفاقاً بشأن تصدير الحبوب «منذ منتصف مايو» إذ انخفضت الأسعار في الأسواق بشكل طفيف.