السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

100 ألف هجوم سيبراني سنوياً يهدد أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم

100 ألف هجوم سيبراني سنوياً يهدد أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم

طغى الأمن السيبراني على الأسواق المالية المضطربة باعتباره أكبر مصدر قلق لأكبر صندوق ثروة سيادي في العالم، والذي يواجه في المتوسط ثلاث هجمات إلكترونية «خطيرة» كل يوم.

وتضاعفت أعداد محاولات القرصنة ضد صندوق النفط النرويجي، الذي يبلغ حجمه 1.2 تريليون دولار، في العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، وفقاً لرئيسه التنفيذي نيكولاي تانجين.

ووفقاً لكبار المسؤولين التنفيذيين في صندوق النفط النرويجي فإن الصندوق، الذي أعلن الأسبوع الماضي عن أكبر خسائره للدولار على مدى نصف عام بعد أن هزت مخاوف التضخم والركود الأسواق، يعاني من نحو 100 ألف هجوم إلكتروني سنوياً، يصنف أكثر من 1000 منها على أنها خطيرة.

وقال تانغين لصحيفة فاينانشيال تايمز: «إنني قلق بشأن الإنترنت أكثر مما أشعر بقلق بشأن الأسواق، نشهد المزيد من المحاولات، والمزيد من الهجمات التي تزداد تعقيداً».

وأبدى كبار المسؤولين التنفيذيين في الصندوق قلقهم من الهجمات الإلكترونية المتعاقبة والتي أصبحت تشكل خطراً مالياً شاملاً مع تزايد الرقمنة في الأسواق.

وأشار تروند غراندي، نائب الرئيس التنفيذي، إلى هجوم عام 2020 على شركة سولارويندز، وهي شركة برمجيات، من قبل قراصنة مدعومين من الدولة الروسية، حيث سمح الهجوم لهم باختراق العديد من الوكالات الحكومية الأمريكية، بما في ذلك وزارة الخزانة والبنتاغون، وعدد من شركات فورتشن بما في ذلك مايكروسوفت وإنتل وديلويت.

وارتفعت الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الصناعة المالية بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفعت هجمات البرمجيات الخبيثة على مستوى العالم بنسبة 11% في النصف الأول من عام 2022، لكنها تضاعفت في البنوك والمؤسسات المالية، وفقاً لمتخصص الأمن السيبراني سونيك وول.

وتعتبر روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية من أكثر الدول الناشطة في دعم الهجمات السيبرانية، وفقاً لبريان كونور، الرئيس التنفيذي لشركة سونيك وول. وقال: «مع ارتفاع العقوبات، تزداد الحاجة إلى المال أيضاً».

وقال خبير في الأمن السيبراني يقدم المشورة لصندوق ثروة سيادي مختلف إن «مشهد التهديد» لمثل هذه المجموعات كان «ضخماً».

وأضاف: عندما يتعلق الأمر ببرامج الفدية، فإن نحو نصف عمليات التطفل على الشبكة هي محاولات تصيد، والنصف الآخر عبارة عن هجمات وصول عن بُعد باستخدام بيانات اعتماد مسروقة.

وفي الصناعة المالية، كانت نقاط الضعف في البنوك وأسواق الأوراق المالية والبنية التحتية المالية الأساسية مثل غرف المقاصة هي المحور الرئيسي لوكالات الأمن القومي، مثل تمرين ألعاب الحرب الإلكترونية في الولايات المتحدة مرتين سنوياً، ومع ذلك، ازداد قلق المديرين التنفيذيين في الشركات الاستثمارية بشأن الأمن السيبراني في السنوات الأخيرة، مع تحذير البعض من عدم تقدير المخاطر بأقل من قيمتها، وتحسروا على التكاليف المتزايدة للحماية من الهجمات.

وفي منطقة الشمال، أدت التوترات المتزايدة مع روسيا بعد الحرب في أوكرانيا إلى زيادة المخاطر في المجال الرقمي. وقال كونور: "مع الوضع المالي الذي تجد روسيا نفسها فيه ومع ارتفاع العقوبات، فإن دول الشمال قد تكون عرضة أكثر للهجمات الروسية السيبرانية".

وسلط محللو "جي بي مورجان" الضوء على تصاعد الهجمات الإلكترونية في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية في تقرير حديث، وحذروا من أن «الصناعات الحيوية في الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى، لا سيما قطاعي الطاقة والمال، لاحتمال وقوع هجمات انتقامية حيث تلقي العقوبات الغربية بثقلها على الاقتصاد الروسي».

وشدد التقرير على أن المخاطر كانت واسعة وطويلة الأمد في طبيعتها، وستزداد فقط في السنوات المقبلة.