طالب رئيس البنك المركزي الألماني، يوأخيم ناجل، البنك المركزي الأوروبي باتخاذ تدابير مضادة شجاعة؛ لمواجهة التضخم الذي ارتفع بصورة قياسية.
وجاء في نص خطاب يعتزم ناجل إلقاءه في برلين مساء اليوم، الثلاثاء، القول إن «معدلات التضخم لا تتراجع من تلقاء نفسها إلى المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي، ويجب على السياسة النقدية أن ترد بشكل حازم من أجل الحفاظ على مصداقية هدف التضخم».
وحذر ناجل من أنه إذا ثبت التضخم عند مستوى مرتفع سيزداد خطر أن يصبح رد فعل السياسة النقدية والذي كان يكفي في حالات المعدلات المتدنية للتضخم، غير كافٍ بعد الآن «ويجب على السياسة النقدية الأوروبية أن تتصرف».
يذكر أن ناجل يتمتع بعضوية مجلس البنك المركزي الأوروبي، وهو من المشاركين في تحديد السياسة النقدية الخاصة بمنطقة العملة الأوروبية المشتركة، وقال ناجل «ولا ينبغي لنا أن نرجئ المزيد من تحريك أسعار الفائدة؛ خوفاً من ركود محتمل».
كان البنك المركزي الأوروبي عاود رفع أسعار الفائدة في منطقة اليورو في يوليو الماضي، وذلك لأول مرة منذ 11 عاماً.
ومن المقرر عقد جلسة البنك المقبلة في الثامن من سبتمبر المقبل، ويتوقع خبراء اقتصاديون أن البنك سيقر في هذه الجلسة رفعاً جديداً قوياً لأسعار الفائدة.
غير أن هناك أعضاء بمجلس البنك المركزي الأوروبي يساورهم القلق حيال احتمال كبح حركة الحالة الاقتصادية من خلال التعجل في تطبيع السياسة النقدية التي كانت شديدة التساهل على مدار السنوات الماضية، حيث تعاني هذه الحالة الاقتصادية بالفعل من صعوبات على سبيل المثال في سوق الطاقة بسبب اختناقات التسليم وتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أن البنك المركزي الأوروبي يطمح إلى استقرار مستوى الأسعار في منطقة اليورو من خلال الحفاظ على معدل التضخم عند سقف 2%.
وتابع ناجل: «الأمر الصحيح -بوجه عام- هو أنه كلما طال أمد بقاء التضخم مرتفعاً، زاد خطر ترسخ ديناميكية التضخم وتوقعات التضخم عند مستوى مرتفع على المدى المتوسط»، واختتم خطابه قائلاً: «ينبغي على نظام اليورو ألا يسمح أبداً بأن تثار الشكوك حول عزمه في مكافحة التضخم».