الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

انخفاض أسعار شحن الحاويات بين الصين وأمريكا.. هل تتأثر الأسعار؟

انخفاض أسعار شحن الحاويات بين الصين وأمريكا.. هل تتأثر الأسعار؟

تفريغ الحاويات القادمة من الصين في ميناء لوس أنجلوس - صورة من (epa)

تشهد حركة نقل حاويات الشحن انتعاشاً، أدى إلى تقليل الازدحام الذي شهدته خلال فترة جائحة كورونا، كما انخفضت أيضاً أسعار الشحن، مما يصب في اتجاه تراجع العقبات التي عرقلت سلاسل التوريد العالمية، بحسب تقرير نشره موقع «نيكي آسيا» الأحد.

ونقل التقرير عن معهد نومورا للأبحاث، أن عدد سفن الحاويات التي تنتظر قبالة شاطئ ميناء لوس أنجلوس «لونج بيتش»، قد انخفض من أكثر من 100 سفينة حاويات في شهر يناير الفائت، عندما كان في أعلى مستوياته، إلى أقل من 10 سفن فقط.

وكان ازدحام حركة السفن في موانئ الساحل الغربي بالولايات المتحدة الأمريكية قد بدأ في أواخر عام 2020، بعد انتشار فيروس كوفيد-19، في ظل العقبات أمام عمال الموانئ وسائقي الشاحنات، فاضطرت السفن إلى الانتظار في عرض البحر قبالة الموانئ.

ولفت التقرير إلى استمرار تدهور الأوضاع، لدرجة أن الشحن من آسيا إلى الساحل الغربي لأمريكا استغرق نحو 30 يوماً، أي بزيادة ما بين 2- 3 مرات أطول من الفترة المعتادة، وبالطبع فكلما طالت مدة الرحلة، قل عدد السفن المتاحة، وتقلصت سعة النقل الإجمالية في العالم.

كما كانت تلك المشكلة موجودة في موانئ الساحل الشرقي للولايات المتحدة وأيضاً في الدول الأوروبية، مما أدى إلى حدوث اضطرابات في الخدمات اللوجستية البحرية التي أصبحت سبباً في مشكلات الإمداد العالمية.

إلّا أن المشكلة أخذت في الانفراج، وأصبحت كُلفة شحن حاوية من مدينة شنغهاي الصينية إلى الساحل الغربي بالولايات المتحدة الأمريكية نحو 3959 دولاراً، وذلك في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الجاري، بانخفاض ملحوظ تبلغ نسبته 23%، عن الأسبوع السابق، وبقيمة تصل إلى أكثر من ألف دولار، وهو الأكبر منذ عام 2009 عندما أصبحت هذه الإحصاءات متاحة لأول مرة.

وتعتبر أسعار الشحن بين الولايات المتحدة والصين، بمثابة المعيار الدولي، لذا فإن الأسعار على طرق الشحن الأخرى تنخفض كذلك، كما انخفضت أسعار الشحن من شنغهاي إلى ميناء روتردام في هولندا، وأماكن أخرى في أوروبا، بنسبة 45% منذ بداية العام الجاري.

وأشار التقرير إلى أن مقاييس مؤشر اضطراب سلسلة التوريد العالمية تشهد تحسناً، فقد انخفض مؤشر ضغط سلسلة التوريد العالمية، الذي يصدره بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لأربعة أشهر متتالية، حتى شهر أغسطس الفائت، وهو الآن عند أدنى مستوى له، منذ شهر يناير 2021، قبل أن تتفاقم مشكلات سلاسل التوريد.

وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي: «الانخفاض في شهر أغسطس كان واسع النطاق، حيث تم تسجيل انخفاض في أوقات التسليم لجميع الدول».

واعتبر التقرير أن شحن الحاويات ليس العامل الوحيد فقط في سلاسل التوريد الذي يشهد تحسناً، بل إن مشكلة نقص أشباه الموصلات تشهد هي الأخرى تحسناً، إلّا أننا لم نصل بعد إلى مستوى الحياة الطبيعية، حيث ما زالت المؤشرات أعلى مما كانت عليه قبل انتشار جائحة كورونا، وهو الأمر نفسه بالنسبة لمعدلات الحاويات، فرغم انخفاضها، إلا أنها لا تزال ضعف مستوى ما قبل الجائحة.

وتستخدم سفن الحاويات لنقل الأثاث والأجهزة والسلع الأخرى، ويمثل الأثاث والأجهزة نحو ربع البضائع القادمة من آسيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب ما قاله الأستاذ المتخصص في الشحن البحري بجامعة تاكوشوكو في طوكيو، تاكوما ماتسودا.

ولفت التقرير إلى أن هناك إقبالاً على تصنيع أعداد كبيرة من سفن نقل الحاويات الجديدة، بحسب شركة كلاركسون البريطانية للأبحاث، مضيفة أن الطلبات الجديدة على سفن الحاويات، في عام 2021، كانت أكبر بنحو 4.2 مرة مقارنة بالعام السابق.

وأشار التقرير إلى أن سفن الحاويات الجديدة لن تدخل الخدمة حتى عام 2023، أو ربما بعد ذلك، ولذا فإن هناك احتمالية بعودة الركود إلى الشحن، إذا حدث انخفاض في الطلب، عند دخول عدد كبير من سفن الحاويات الجديدة إلى الخدمة.