الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

ارتفاع الأسعار يضر بنمو اقتصاد بريطانيا ويزيد مخاطر الركود

ارتفاع الأسعار يضر بنمو اقتصاد بريطانيا ويزيد مخاطر الركود

.

أظهرت بيانات رسمية اليوم، الاثنين، أن الاقتصاد البريطاني نما بأقل من المتوقع في يوليو؛ ما زاد من خطر أن تكون البلاد قد دخلت بالفعل في حالة ركود مع تضرر الطلب على الكهرباء بفعل الارتفاع الحاد في رسوم الطاقة، وتضرر قطاع البناء من قفزة في كلفة الخامات.

وأظهرت البيانات أنه مع بلوغ التضخم أعلى مستوى له في 40 عاماً متخطياً 10%، نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% من يونيو بأقل مما كان متوقعاً عند 0.4% في المتوسط.

وكان الناتج المحلي الإجمالي ثابتاً خلال الأشهر الثلاثة حتى يوليو مقارنة بالأشهر الثلاثة التي سبقتها.

وقال بعض الاقتصاديين إن بيانات اليوم الاثنين تشير إلى أن الاقتصاد ربما يكون في طريقه للانكماش في الفترة من يوليو إلى سبتمبر بعد أن تراجع بنسبة 0.1% في الفترة من أبريل إلى يونيو.

وذكر جيك فيني، الخبير الاقتصادي في برايس ووترهاوس كوبرز «هذا يعني أن المملكة المتحدة ستدخل فيما قد يعرّف بأنه ركود للمرة الأولى منذ انتهاء قيود الإغلاق».

وأوضح بول ديلز من كابيتال إيكونوميكس أن «الانتعاش الصغير المخيب للآمال في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في يوليو يشير إلى أن الاقتصاد لديه القليل من الزخم، وربما يكون بالفعل في حالة ركود».

وتوقع بنك إنجلترا في أغسطس أن يصاب خامس أكبر اقتصاد في العالم بركود من نهاية عام 2022 حتى أوائل عام 2024، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تضرر مستويات المعيشة من أسعار الطاقة التي ارتفعت بسبب الحرب في أوكرانيا.

لكن رئيسة الوزراء ليز تراس قالت الأسبوع الماضي إن وضع حد أقصى لرسوم الطاقة المحلية، إلى جانب توقعات بتطبيق عدد من التخفيضات الضريبية، قللا من مخاطر تعرض الاقتصاد لمثل هذه الضربة الطويلة الأمد، وإن كانت كلفة ذلك 100 مليار جنيه استرليني (116 مليار دولار) أو أكثر على المالية العامة البريطانية التي تعاني ضغوطاً حادة بالفعل.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن الأدلة المتداولة تشير إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة يغير سلوك المستهلك، وإن الطلب على الطاقة قد انخفض.

وقفزت أسعار الكهرباء بنسبة 54% خلال 12 شهراً حتى يوليو، ضمن زيادة أسعار الطاقة التي أدت إلى تولي رئيس وزراء جديد المنصب.

* تأثير العطلة

انخفض الإنتاج المحلي الإجمالي بنسبة 0.6% في يونيو، الذي تخلله يوما عطلة عامة للاحتفال بمرور 70 عاماً على جلوس الملكة إليزابيث الراحلة على العرش.

وقال متحدث باسم مكتب الإحصاءات الوطنية إن تأثير العطلة لم يكن عاملاً كبيراً في يوليو.

وذكر صامويل تومبس، من بانثيون ماكرو-إيكونوميكس، أن عطلة عامة جديدة مقررة في 19 سبتمبر لتشييع جنازة الملكة ستقلل الناتج الاقتصادي بمقدار 0.2 نقطة مئوية هذا الشهر، لكن الركود سيتم تجنبه على الأرجح بهامش ضئيل للغاية.

وعلى الرغم من تباطؤ الاقتصاد، من المتوقع أن يرفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة مرة أخرى في 22 سبتمبر لدى سعيه لمكافحة معدل تضخم تجاوز 10%.

وأضاف مكتب الإحصاءات الوطنية أن موجة الحر في يوليو، التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي، ربما كانت عاملاً آخر وراء انخفاض الطلب على الطاقة لكن هناك مؤشرات على أنها في المقابل قدمت دفعة لمصنعي المثلجات ولزيادة الزيارات لمتنزهات ترفيهية ونواد.

ونما ناتج الخدمات بنسبة 0.4% شهرياً في يوليو، لكن الإنتاج الصناعي انخفض بنسبة 0.3% كما تراجع ناتج البناء بنسبة 0.8%، ما يعكس قفزة في أسعار مواد البناء في إطار زيادة التضخم الأوسع نطاقاً وخسارة ساعات من العمل بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة.

كما أظهرت بيانات مستقلة متعلقة بالتجارة تأثير الارتفاع الحاد في الأسعار، إذ وصلت قيمة واردات الوقود لأعلى مستوى على الإطلاق في يوليو مسجلة 11 مليار جنيه استرليني بما يشكل نسبة قياسية بلغت 21% من واردات كل السلع.