الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

السر في «هوفوسان».. كيف تحايلت الصين على التعريفات الجمركية الأمريكية؟

في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، شنت بلاده ما عرف بـ«حرب التعريفات الجمركية» ضد المنتجات الصينية، وهي الحرب التي استمرت في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، في مسعى من واشنطن، للفوز في المنافسة الاقتصادية مع بكين، إلا أن الصين استطاعت أن تتحايل على الإجراءات الأمريكية ضد بضائعها، حسب ما كشفه تقرير نشرته شبكة «بلومبيرغ»، اليوم الأربعاء، من خلال مساعدة من المكسيك.

وأوضح التقرير أن كلمة السر في التحايل الصيني كانت منطقة «هوفوسان الصناعية» في المكسيك، والتي أصبحت قبلة للشركات والمصانع الصينية، التي تريد إدخال منتجاتها إلى الأراضي الأمريكية، بحيث لا تسري عليها التعريفة الجمركية الأمريكية المفروضة على المنتجات الصينية، كما أن التصنيع والإنتاج في هوفوسان له مزايا أخرى في مقدمتها أنه يقلل من مشاكل سلاسل التوريد، التي تعرضت لأزمات في ظل جائحة كورونا.

وتضم منطقة هوفوسان نحو 11 مصنعاً على مساحة حوالي 2100 فدان، أقامتها الصين، بعدما كانت هوفوسان لا تضم سوى مبنى واحد فقط، قبل 3 سنوات، لكن الصورة تغيرت تماماً اليوم، حيث أقامت 10 شركات صينية مصانع لها هناك، ويجري حالياً بناء 3 شركات أخرى، كما يتوقع المسؤولون في هوفوسان، أن يكون لديهم 35 شركة في خلال عامَين، وأن يكون هناك 15 ألف شخص يعملون بها، منهم 10% من المديرين الصينيين، كما أن هناك خططاً لبناء مطاعم صينية ومنازل لهم هناك، باستثمارات تزيد على مليار دولار.

ومن بين الشركات التي أقامت لها مصانع في هوفوسان، شركة الإلكترونيات "Hisense«، وشركات الأثاث»Kuka Home«، و»Sunon Furniture«، وشركة»"Hangzhou XZB لصناعة قطع غيار السيارات، وشركة "Skyish" المصنعة لمعدات الحدائق.

وقال مدير شركة "Kuka Home«في هوفوسان، سايمون هوانغ، إذا كنت تريد القيام بأعمال تجارية جيدة مع أمريكا، فلا بد أن يكون لديك شيء قريب من السوق».

وأوضح التقرير القرب من السوق الأمريكي ليست الميزة الوحيدة للمنتجات الصينية في هوفوسان، والتي تحظى بميزة شديدة الأهمية، وهي اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة وكندا، والتي تسمح للبضائع المنتجة في مصانع هوفوسان وغيرها من المناطق المكسيكية، بالسفر عبر الحدود، معفاة من الرسوم الجمركية، بينما يخضع نفس المنتج الذي يتم تصنيعه بالصين والمصدر إلى أمريكا لرسوم جمركية بنسبة 25%.

وقفز الاستثمار الصيني في المكسيك من 154 مليون دولار في عام 2016، إلى 271 مليون دولار في العام التالي، عندما تولى ترامب منصبه، وتضاعفت الاستثمارات الصينية في المكسيك إلى أقل من 500 مليون دولار خلال العام الماضي.

ولا تعد الشركات الصينية هي أول من يلجأ إلى التصنيع في المكسيك للحماية من الرسوم الجمركية الأمريكية، فقد سبقتها شركات صناعة السيارات اليابانية، والتي أقامت مصانع لها في التسعينيات، للتحايل على قيود الاستيراد التي بدأت في عهد الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان.

ولفت التقرير إلى أن كلفة المواد والعمالة أعلى في المكسيك مقارنة بالصين، إلا أن تلك الفجوة تقل بمرور السنين، مع زيادة الأجور في الصين بشكل متسارع، بخلاف التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، وزيادة أسعار الشحن، ما أدى لضعف الميزة الاقتصادية للتصنيع في الصين.

وقال المشرف على بناء مصنع "Sunon Furniture«الجديد في هوفوسان بكلفة 80 مليون دولار، ديفيد مارتينيز غارزا، البضائع تستغرق حوالي 10 أسابيع ليتم تصنيعها بالصين وشحنها إلى العملاء الأمريكيين، بينما تلك العملية لا تستغرق سوى 4 أسابيع فقط في شمال المكسيك».

ويبحث مستثمرون صينيون آخرون عن مواقع لإقامة مصانع لهم في المكسيك، وقالت شركة تابعة لمجموعة "Gezhouba«(تكتل للبناء) إنها تخطط لبناء منطقة صناعية بالقرب من ميناء لازارو كارديناس في ميتشواكان المكسيكية، كما تدرس شركة»Amperex Technology«والتي تعد من أكبر الجهات في مجال تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في العالم، إقامة مصانع في مدينتَي»تشيهواهوا«، و»كواويلا" بالمكسيك، لتزويد سيارات تسلا، وفورد موتورز بالبطاريات، وهو مشروع قد تصل كلفته إلى 5 مليارات دولار.