الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

ملف المناخ في أسفل سلم أولويات الانتخابات الإيطالية

ملف المناخ في أسفل سلم أولويات الانتخابات الإيطالية

عانت إيطاليا من ظروف صعبة خلال العام الجاري، تمثّلت في جفاف أنهُر، وانهيار كتلة جليدية، فضلاً عن عواصف مميتة ضربتها هذا الأسبوع، لكن قضية تغيّر المناخ ما زالت في أسفل سلم أولويات العديد من السياسيين. ونظّم ناشطون مدافعون عن المناخ في وقت سابق هذا الشهر اعتصاماً في روما في مكاتب المرشحة الأبرز في انتخابات 25 سبتمبر جورجيا ميلوني، سعياً لانتزاع التزامات ملموسة في هذا الصدد.

كما طلبوا عقد اجتماع عام مع الزعيمة اليمينية المتشددة، لكن الشرطة أخرجتهم من المكان. وطغى القلق من ارتفاع تكاليف المعيشة على النقاش المرتبط بكيفية التعامل مع الدمار الناجم عن الاحتباس الحراري.

ورأى ميشال جولي، المنضوي في حركة «الجيل الأخير» التي اقتحمت مكتب ميلوني، أنه يتعيّن على الفيضانات المميتة التي اجتاحت وسط إيطاليا هذا الأسبوع أن تبدّل الأولويات. وربط عديدون بمن فيهم رئيس الوزراء ماريو دراغي بين أحوال الطقس غير المألوفة إلى حد بعيد والتغيّر المناخي.

وقال جولي لفرانس برس: «مات أناس، على ذلك أن يدفعنا للتفكير». وتابع: «ما الذي نرغب في القيام به في حياتنا، في وقت لا تقوم الدولة الإيطالية بأي خطوات لخفض الانبعاثات، وتجنّب وقوع عشرات آلاف الوفيات المشابهة في السنوات القليلة المقبلة؟».

أحداث مناخية عنيفة

أدَّى الجفاف الذي ضرب البلاد هذا الصيف، واعتبر الأسوأ منذ 70 عاماً إلى انخفاض هائل في منسوب نهر بو، أكبر خزان مياه في شبه الجزيرة والمورد الرئيسي لقطاع الزراعة الإيطالي. ثم جاء المطر ليضرب أرضاً صلبة كأنها أسمنتية. وتجاوز عدد العواصف والأعاصير والفيضانات التي ضربت البلاد خمس مرّات تلك التي شهدتها إيطاليا قبل عشرة مواسم صيف، بحسب الجمعية الزراعية «كولديريتي».

لكن تحليلاً نشرته «غرينبيس» هذا الأسبوع خلص إلى أن 0,5% من تصريحات القادة السياسيين في البرامج الإخبارية الرئيسية على القنوات التلفزيونية تطرقت إلى أزمة المناخ. وقال المدير التنفيذي لـ«غرينبيس» في إيطاليا جوزيبي أونوفريو إن هذا الصيف في إيطاليا «سيتم تذكُّره بحزن لتكرار الأحداث المناخية العنيفة. لكن لا يبدو أن حالة الطوارئ الهائلة هذه تؤثر على العديد من القادة السياسيين الساعين لحكم البلاد».

مع ذلك، كان الوضع أسوأ في الماضي، إذ يشير خبراء الانتخابات في جامعة «لويس» في روما إلى أن بعض الأحزاب لم يكن يأتي على ذكر البيئة إطلاقاً.

بيانات تفتقر إلى التفاصيل

وأفاد المركز الإيطالي للدراسات الانتخابية CISE في تعليق الأسبوع الماضي بأن إدراج السياسات الصديقة للبيئة ضمن البرامج الانتخابية يُعدُّ «أحد الأمور المستجدة في هذه الحملة الانتخابية». ويعكس الأمر الاهتمام المتزايد في أوساط السكان بهذه القضية، إذ أفاد 80% من المستطلعين باعتقادهم بأن مكافحة تغير المناخي يجب أن تكون أولوية بالنسبة لإيطاليا.

وقالت الباحثة البارزة لدى «مركز السياسية البيئية» في «إمبيريال كوليدج لندن» بييرا باتريزيو: «على الأقل، يتم التطرق إلى تغير المناخ أو ذكره في جميع (البيانات)، رغم أن العديد منها يفتقر إلى التفاصيل». وتعهّدت إيطاليا إغلاق محطاتها التي تعمل بالفحم بحلول العام 2025، وهو هدف تنوي الإبقاء عليه رغم الإجراءات قصيرة الأمد للتعامل مع نقص الغاز خلال الشتاء المقبل.

ويتعهّد تحالف ميلوني اليميني الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة ومحطات تحويل النفايات إلى طاقة، إضافة إلى الإنتاج المحلي للغاز الطبيعي وإنشاء محطات لإعادة تحويل الغاز. وتخطط الحكومة المنتهية ولايتها لإنشاء محطتين من هذا النوع قبالة توسكانا وإميليا رومانيا، رغم احتجاجات السكان.