الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

الصين: أزمة العقارات الأكبر منذ 20 عاماً تعصف بإنتاج الأسمنت العالمي

الصين: أزمة العقارات الأكبر منذ 20 عاماً تعصف بإنتاج الأسمنت العالمي

أدى الانخفاض الأكبر في إنتاج الأسمنت الصيني منذ ما لا يقل عن عقدين من الزمان إلى تراجع الإنتاج العالمي لمواد البناء، وإشعال أزمة في قطاع العقارات التي أضرت بالصناعات الأخرى التي تعتمد عليها في النمو.

ووفقاً للبيانات التي قدمتها الرابطة العالمية للأسمنت، انخفض إنتاج الأسمنت العالمي بنسبة 8% على أساس سنوي إلى 1.9 مليار طن في الأشهر الستة الأولى من عام 2022. بحسب فاينانشيال تايمز.

وقالت WCA إن الانخفاض العالمي نتج عن انخفاض بنسبة 15% إلى 977 مليون طن في حجم الأسمنت المنتج في الصين. وقال إيان رايلي، الرئيس التنفيذي لشركة WCA، إن التراجع الصيني كان الأكبر منذ أكثر من 20 عاماً، مع عدم وجود تراجع مماثل في الذاكرة الحديثة.

وتلقي أزمة العقارات في الصين، التي بدأت بفقدان مدفوعات السندات في شركة التطوير العقاري «إيفرجراند» قبل عام وألقت منذ ذلك الحين عبر القطاع المثقل بالديون، بثقلها على النشاط الاقتصادي.

وتعتبر بيانات الأسمنت علامة على تأثيرها المتزايد غير المباشر على الصناعات الأخرى التي استفادت من طفرة البناء السابقة. وتظهر البيانات الرسمية أن عمليات البناء الجديدة في الصين قد انخفضت بأكثر من 40% على أساس سنوي كل شهر منذ أبريل.

وقال رايلي: «شهدنا في السنوات الأخيرة ازدهاراً هائلاً في البناء في الصين».. «اعتقدت شركات الأسمنت أنها على وشك البدء في بيع الأسمنت لمشاريع البنية التحتية الكبيرة ولكن بعد ذلك، أثرت أزمة العقارات وسياسة الصفر كورونا على الأعمال التجارية في الصين».

وتضررت أسهم كبار منتجي الأسمنت في الصين، وشهدت كل من «إنواي كانت سيمنت» و«تشينا ريزولتس سيمنت»، وهما من أكبر الشركات في البلاد، انخفاضاً في أسهمهما المدرجة في هونج كونج لأكثر من عام ثالث حتى الآن.

وتضررت السلع الأخرى مثل خام الحديد المكون في صناعة الصلب من الضعف في قطاع العقارات الصين، وقالت شركة مايك ميتالز إنترناشونال، وهي مستورد رئيسي للنحاس المكرر، هذا الأسبوع، إنها تبيع أصولاً للنجاة من أزمة السيولة التي تفاقمت بسبب مشاكل العقارات.

واستجابت بكين في الأشهر الأخيرة، حيث أعلن المسؤولون سلسلة من الإجراءات لدعم الاقتصاد والقطاع العقاري، بما في ذلك عشرات المليارات من الدولارات في إجراءات تحفيزية.

وقال رايلي إن منتجي الأسمنت الصينيين يأملون في أنه بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر، والذي سيتم مراقبته عن كثب لأي تغيير في موقف السياسة، فإن الوضع «سوف يتحسن». محذراً من أن «من المتفائل للغاية أن نعتقد أننا سنشهد الكثير من التحسن».