أطلقت هونغ كونغ صندوقاً بقيمة 30 مليار دولار هونغ كونغ (3.8 مليار دولار أمريكي) جنباً إلى جنب مع حزمة من الإجراءات لجذب الشركات الدولية مرة أخرى إلى المدينة بعد الضوابط الصارمة لجائحة فيروس كورونا والحملة الأمنية التي شلت مكانتها كمركز مالي عالمي.
وقدم الرئيس التنفيذي جون لي، الأربعاء، امتيازات للحصول على التأشيرات والضرائب للعمال المهرة من الأجانب والصينيين في أول خطاب سياسي له، بما في ذلك خطوة لجعل شراء المنازل أرخص للمغتربين على المدى الطويل بحسب فاينانشيال تايمز.
ويسعى لي، إلى عكس آثار السياسات الحكومية التي أدت إلى نزوح جماعي للسكان، ما أدى إلى تقليص القوى العاملة بما لا يقل عن 140 ألفاً في مدينة يبلغ عدد سكانها 7.5 مليون نسمة. وبصفته وزيراً للأمن، أشرف لي على حملة قضت على عشرات من مجموعات المجتمع المدني وملأت سجون المدينة بالمتهمين بعد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2019.
وقال لي: «ستبحث الحكومة بشكل استباقي في العالم بحثاً عن المواهب»، مضيفاً: «علينا تقديم الصورة الحقيقية لهونغ كونغ إلى العالم وتعزيز نقاط قوتنا».
ومع ذلك، خيب خطابه آمال الأسواق، من خلال عدم الكشف عن أي تخفيف إضافي لقواعد كورونا في المدينة، والتي تمنع السياح من زيارة الحانات والمطاعم خلال الأيام الثلاثة الأولى في المدينة، وتمنع السفر بدون الحجر الصحي إلى البر الرئيسي. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي بنحو 2.4%.
وقال لي إن مكاتب التجارة الدولية بالمدينة في الخارج ستُتهم بتشجيع سكان هونغ كونغ الذين غادروا المدينة على العودة، وهو ما قد يكون مثيراً للجدل، حيث تمت محاكمة بعض منتقدي الحكومة في الخارج في غيابهم.
ويمكن للمغتربين الذين يشترون عقاراً سكنياً في هونغ كونغ ثم يبقون في المدينة لفترة كافية ليصبحوا مقيمين دائمين، وهو أمر ممكن لبعض المهاجرين بعد سبع سنوات، استرداد رسوم الطوابع الإضافية المدفوعة على منزلهم الأول.
وستقدم الحكومة أيضاً بطاقة مرور «أفضل المواهب» لمدة عامين تسمح لأولئك الذين يتقاضون رواتب سنوية تزيد على 2.5 مليون دولار هونغ كونغ أو أولئك الذين تخرجوا من أفضل 100 جامعة في العالم بالعمل في المدينة دون عرض عمل سابق.
وقال لي إنه سيتم إنشاء صندوق لتشجيع الشركات الاستراتيجية على الانتقال إلى هونغ كونغ. وقال إن الشركات التي تركز على التكنولوجيا الصحية والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والتكنولوجيا المالية والتصنيع المتقدم ستعطى الأولوية.
وأعلن لي أيضاً عن عدد قليل من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز النشاط في سوق الأسهم في هونغ كونغ، حيث تباطأ عدد الإدراجات الجديدة إلى حد كبير هذا العام، ويرجع ذلك جزئياً إلى الحملة التنظيمية على مجموعات التكنولوجيا الصينية.
وقال إن شركة هونغ كونغ للبورصات والمقاصة ستراجع قواعد الإدراج في مجلس إدارتها الرئيسي لتسهيل جمع الأموال من قبل شركات التكنولوجيا المتقدمة، وكذلك تنشيط سوق الشركات النامية المحتضر، أو GEM، من أجل تلبية احتياجات الشركات الصغيرة والبدء. -يو بي إس.
وستعفي هونغ كونغ أيضاً بعض صانعي السوق من رسوم الدمغة المفروضة على المعاملات في المدينة.
ومع ذلك، كان الوسطاء المحليون متشككين في أن الإجراءات سيكون لها تأثير دائم على سيولة السوق أو تدفق القوائم الجديدة، مشيرين إلى انخفاض بنسبة 30% في أرباح الربع الثالث التي أعلنتها بورصة هونغ كونغ يوم الأربعاء وسط نشاط تداول بطيء.