الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

مشتل للزراعة العمودية في اسكتلندا يبعث الأمل في تحقيق الحياد الكربوني

مشتل للزراعة العمودية في اسكتلندا يبعث الأمل في تحقيق الحياد الكربوني

مُحاطاً بأشجار يافعة داخل «مزرعة عمودية» قد تكون في طليعة الكفاح البريطاني من أجل بلوغ مستوى الحياد الكربوني، يبدي الباحث الاسكتلندي كيني هاي حماسة إزاء «النتائج الأُولى المذهلة» لتجاربه. في هذا الموقع الداخلي، تنمو الأشجار، المدعومة بصمامات ثنائية باعثة للضوء باللون الأرجواني أو الأخضر، بسرعة أكبر بست مرات في المعدل، مقارنة بالسرعة التي كانت لتنمو فيها لو زُرعت في الهواء الطلق.

وقد يُحدث مثل هذا التقدم انقلاباً واسعاً في القطاع ويساعد المملكة المتحدة على تحقيق أهدافها، المحددة لعام 2050، على صعيد الحياد الكربوني، وفق هيئة «فورستري آند لاند سكوتلاند» المسؤولة عن إدارة الغابات الاسكتلندية.

مستودعات مليئة بمعدات متطورة تقنياً

واكتسبت المزارع العمودية زخماً في السنوات الأخيرة حول العالم، بهدف تزويد سكان المناطق الحضرية بالمنتجات الطازجة على مدار العام. ويتم تركيبها في مستودعات مليئة بمعدات متطورة تقنياً، وغالباً ما تقدم أعشاباً وخضراوات في حاويات فوق الأرض مخزنة في طوابق عدة، وتحت إضاءة اصطناعية، ومن دون مبيدات حشرية، وبإمدادات مياه يتمُّ التحكم فيها بشكل كبير.

وأفادت هذه المواقع في السنوات الأخيرة من التقدم التكنولوجي الكبير، من الصمامات الثنائية LED التي خفضت بشكل كبير فاتورة الكهرباء إلى الروبوتات، مروراً بتقنيات الرؤية عبر الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي. وبتطبيق هذه التقنية على الأشجار، تشير التجارب التي أُجريت في اسكتلندا بالتعاون مع الشركة المتخصصة Intelligent Growth Solutions إلى أن بعض النباتات تبلغ 40 إلى 50 سنتيمتراً في 90 يوماً، فيما يستغرق في العادة بلوغ هذا الحجم 18 شهراً في الهواء الطلق. وتخطط هيئة إدارة الغابات في اسكتلندا لزراعة حوالي 24 مليون شجرة سنوياً، لكن الحاجة إلى الزراعة بسرعة تزيد من الطلب على الشتلات عالية الجودة، بحسب كيني هاي.

لكنه يؤكد أن المشروع الذي تبلغ مساحته 300 متر مربع ينطوي على «إمكانات هائلة».

مكافحة الاحترار المناخي

ويوضح هاي «يمكنك زراعة كمية هائلة من الأشجار في مساحة صغيرة جداً»، ما قد يساعد في مكافحة الاحترار المناخي. ويضيف: «سننظر الآن بعناية في كيفية دمج» هذه الطريقة «في عملياتنا المعتادة». في هذا المشتل الرأسي بمعهد جيمس هوتون قرب دندي (جنوب شرق اسكتلندا)، يضغط أحد الفنيين على زر يرسل مصعداً إلى أعلى تسعة أمتار من رفوف تحتوي على طبقات من الشتلات.

ويقول ديف سكوت مؤسس Intelligent Growth Solutions لوكالة فرانس برس إنَّ إحدى مزايا المشروع هي أنَّه يمكّن الباحثين من ضبط الضوء والرطوبة والماء ودرجة الحرارة والتربة، بشكل يكون فيه لكل نبات «وصفة» خاصة به. ويتمُّ التحكم في المياه والتغذية بواسطة الكمبيوتر، وتُغذى النباتات عبر شبكة أنابيب بلاستيكية. وتعمل المشاتل العمودية في جو أكثر رطوبة، وبالتالي تفقد كميات أقل من المياه من خلال النتح مقارنة بالأشجار المزروعة في الخيم والأنفاق البلاستيكية.

وبحسب ديف سكوت، تمَّ تحقيق هذه التطورات بفضل التقدم في تقنيات LED، إذ خصصت ثنائيات باعثة فريدة لكل نوع من الأشجار، مع تكييف لونها بشكل خاص.ويوضح سكوت «في السنوات الأخيرة، وصلت تقنية LED إلى نقطة تحوُّل، مع تضاعف الكفاءة كل عامين».وأظهرت إحدى العينات نموّاً سريعاً للغاية، ما جعل الجذور أضعف من أن تتيح للشجرة تحمّل الريح.وتجرى الآن تجربة جديدة لمحاولة إبطاء النمو والتأكد من أن الأشجار لها جذور قوية بما يكفي.

ويشرح سكوت «يمكنك تمديدها وتقليصها وممارسة ضغط عليها عن عمد لتحضيرها للعالم الخارجي، ويمكن القيام بشتّى أنواع الأمور». ويضيف أن كل عام يشهد تحقيق نتائج أفضل من العام السابق.