الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

تَوجُه لحظر الاتجار بخشب برازيلي يهدد صناعة أقواس الآلات الموسيقية الوترية

تَوجُه لحظر الاتجار بخشب برازيلي يهدد صناعة أقواس الآلات الموسيقية الوترية

يخشى صانعو الأقواس الموسيقية على مستقبل مهنتهم منذ بدأت السلطات البرازيلية تبدي عزمها على حظر بيع خشب البيرنامبوكو الذي يشكّل عنصراً أساسياً في إنتاج هذا المكوّن المهم للآلات الوترية.

ومن الممكن أن يُقرّ هذا الاقتراح في الاجتماع الذي تستضيفه بنما في 25 نوفمبر الجاري للدول الأعضاء في اتفاقية الاتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض (سايتس).

وتقف وراء هذه المبادرة حكومة الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، علماً أن الأخير نفسه متهم بتشجيع المشاريع على حساب الغابات، وترفض الحكومة «الاتجار غير المشروع» بخشب باوبرازيليا إيكيناتا (Paubrasilia echinata) أو بيرنامبوكو (pernambuco) الموجود فقط في شمال شرق البرازيل وخصوصاً في الغابة الأطلسية.

من هذا المنطلق، طلبت البرازيل أن يُنتقل هذا النوع من الأشجار الذي أعطى البرازيل اسمها، من الملحق الثاني في الاتفاق (الذي يفرض أصلاً قيوداً صارمة) إلى الملحق الأول؛ ما يمنع عملياً أي اتجار بخسب بيرنامبوكو.

وفي مشغله الباريسي، يعجز صانع الأقواس الموسيقية الشهير منذ 30 عاماً إدوين كليمان عن استيعاب الصدمة.

ويضيف وهو يصنع أحد الأقواس «هذا لا يُصدق! صانعو الأقواس الـ100 في فرنسا يستهلكون شجرة بيرنامبوكو واحدة فحسب سنوياً».

ويشير كذلك إلى أن «مبادرة حفظ بيرنامبوكو الدولية» التي تضم صانعي الأقواس الفرنسيين، تتعاون مع الإدارات البرازيلية منذ عام 2001 للحفاظ على هذا النوع ولاستخدامه بطريقة تضمن استدامته، وقد أعادت في هذا الإطار زرع 350 ألف شجرة".

ويوضح الحرفي أن «هذا الخشب هو في أساس القوس الحديث، وبالتالي إذا استُعيض عنه بآخر، لن يعود العزف على الكمان بعد اليوم مشابهاً للطريقة التي يُعزف بها عليه منذ 250 عاماً».

ويشرح صانعو الأقواس والموسيقيون أن ما مِن نوع خشب آخر يضاهي بيرنامبوكو من حيث قدرته على المقاومة وكثافته ومرونته، وهي عوامل تساهم في إصدار الآلات.

ويروي كليمان أن «تجارب عدة للاستعاضة عنه انتهت إلى الفشل»، مشدداً على أن «أقواس ألياف الكربون ليست خياراً مطروحاً، إذ هي ملوِثة!».

من هنا، يُتوقع أن يكون لحظر بيرنامبوكو تأثير على الحياة الموسيقية برمّتها.