الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

مؤسسة غيتس تتبرع بـ1.4 مليار دولار لصغار المزارعين في أفريقيا وجنوب آسيا

مؤسسة غيتس تتبرع بـ1.4 مليار دولار لصغار المزارعين في أفريقيا وجنوب آسيا

تلقى صغار المزارعين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي جنوب آسيا الذين يعانون من تداعيات الاحترار المناخي مساعدة قدرها 1.4 مليار دولار الاثنين، لإعانتهم على التكيف مع أحوال الطقس المتقلبة.

وتبرعت مؤسسة بيل وميليندا غيتس بهذا المبلغ على أربع سنوات وهو مخصص للابتكارات الإقليمية التي تعزز القدرة على مقاومة الجفاف وموجات الحر والفيضانات العارمة التي يفاقمها الاحترار العالمي، وذلك وفق ما جاء في إعلان خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) الذي تستضيفه شرم الشيخ في مصر.

ووجهت منظمات تمثل نحو 350 مليون مزارع صغير رسالة مفتوحة إلى قادة العالم، الاثنين، تحذر من أن الأمن الغذائي العالمي مهدد ما لم تعزز الحكومات المساعدات المالية للوحدات الإنتاجية الصغيرة وداعية إلى الابتعاد عن الزراعة الصناعية والتوجه إلى وسائل أكثر تنوعاً وأصغر حجماً.

وجاء في الرسالة الصادرة عن 70 منظمة تمثل مزارعين وصيادي أسماك ومنتجين في الغابات: «الارتفاع الكبير في المجاعة في العام الأخير فضح ضعف نظام الأغذية العالمي غير القادر على مواجهات الصدمات المناخية».

وأكدت «إقامة نظام غذائي يمكنه تأمين الغذاء لسكان العالم الذي يعاني الاحترار يجب أن يكون أولوية في كوب 27».

ويشارك أكثر من مئة من قادة دول العالم يومي الاثنين والثلاثاء في مؤتمر شرم الشيخ الذي انطلق الأحد لأسبوعين من أجل التوصل إلى جعل الاقتصاد العالمي أكثر مراعاة للبيئة وزيادة الأموال المخصصة للدول النامية حيث تسهم تداعيات التغير المناخي في تراجع إجمالي الناتج المحلي.

ويشكل قطاع الزراعة العمود الفقري في الكثير من الدول الأفريقية، ويوظف أكثر من 50% من القوى العاملة، ويسهم في ثلث إجمالي الناتج المحلي الأفريقي.

ويعتمد ما لا يقل عن ملياري شخص عبر العالم على مزارع صغيرة للحصول على الغذاء وتأمين دخل لكنهم يتلقون فقط 2% من التمويل العالمي في المجال المناخي للمساعدة على التكيف مع التغير المناخي الذي يتوقع أن يفاقم الأزمتين الغذائية والاقتصادية خلال العقود المقبلة.

وتصل «الفجوة المالية» في مجال التكيف في أفريقيا إلى 41 مليار دولار سنوياً على ما يفيد المركز العالمي للتكيف ومقره في روتردام.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة غيتس، مارك سوزمان: «تداعيات التغير المناخي أثبتت أنها مدمرة من الآن، وكلما أخر العالم تحركه سيعاني عدد أكبر من الأشخاص، وستصبح الحلول أكثر تعقيداً وكلفة».

وأكد قائلاً: «على القادة الإصغاء إلى أصوات المزارعين والحكومات الأفارقة لفهم أولوياتهم والاستجابة للحالة الطارئة».

وستستخدم الأموال المعلن عنها الاثنين في ما يعرف بمشاريع زراعية ذكية في المجال المناخي بما يشمل تكنولوجيات رقمية جديدة وابتكارات في تربية المواشي ودعم النساء اللاتي يدرن مزارع صغيرة بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد).

وستسمح «منصة معلومات الطقس» التي طورتها المنظمة الكينية لأبحاث الزراعة والمواشي، للمزارعين بالاطلاع على التهديدات المناخية، مع تحديثات تأتي عبر الرسائل الخطية لمحاولة إنقاذ المحاصيل.

وقال بيل غيتس (الذي لن يحضر إلى كوب 27) في البيان: «من الضروري توفير تمويل إضافي لضمان تأمين الابتكارات الزراعية والتكنولوجية بشكل واسع للمجتمعات الضعيفة».

ورحب محللون بهذا التمويل الجديد لكنهم حذروا من أن ثمة حاجة إلى دعم أوسع.

وقالت إليزابيث روبنسون، مديرة مركز للبحث حول التغير المناخي والبيئة لوكالة فرانس برس: «مبادرة مؤسسة غيتس مهمة وتأتي في الوقت المناسب مع اعتبار كوب 27 (كوب إفريقيا)».

وأضافت: لكن حجم المشكلة يحتم على الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية زيادة التزامها على صعيد الأمن الغذائي.

وقالت كلير ماكونيل، خبيرة الأغذية والزراعة في مركز الأبحاث حول المناخ إيه 3 جي، إن المساعدات الصادرة عن الجمعيات الخيرية والأموال العامة يمكنها أن تضطلع بـ«دور كبير» في تحفيز استثمارات القطاع الخاص في مجال التكيف.

وأضافت تعليقاً على إعلان مؤسسة غيتس: «إقامة شركات مع منظمات مزارعين أفارقة ومؤسسات بحث في القارة ستكون حيوية لضمان أن تلبي الاستثمارات حاجات المزارعين وأن الأموال تنفق بفاعلية».