الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

سلطان الجابر: كلمة رئيس الإمارات خلال «كوب 27» رسمت رؤية الإمارات في العمل المناخي

سلطان الجابر: كلمة رئيس الإمارات خلال «كوب 27» رسمت رؤية الإمارات في العمل المناخي

قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، إن كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة أمام اجتماع قادة العالم ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27، في مدينة شرم الشيخ المصرية، رسمت رؤية واضحة لنهج دولة الإمارات الاستراتيجي في مجالات العمل المناخي والاستدامة، حيث أكد رئيس دولة الإمارات أن العمل المناخي الفعال يسرّع فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

وأشار الجابر إلى أن هذا النهج يستند إلى نظرة شاملة ومتكاملة وواقعية حول الارتباط الوثيق بين ضمان أمن الطاقة والعمل المناخي، لأنه في حال عدم تلبية احتياجات الطاقة الأساسية للعالم، سيتباطأ النمو الاقتصادي، مما يؤثر بشدة على الموارد اللازمة لدعم العمل المناخي وتحقيق انتقال عملي وواقعي ومجدٍ اقتصادياً في قطاع الطاقة، لافتاً إلى ما أكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أن دولة الإمارات ماضيةٌ في دورها مورداً مسؤولاً للطاقة منخفضة الانبعاثات وللطاقة النظيفة بما يضمن استمرارية النمو ويتيح الموارد اللازمة لدعم العمل المناخي.

وقال الدكتور سلطان الجابر إن رئيس الدولة، أوضح أن الإمارات تعتمد نهج الاستمرارية والمثابرة وأننا سندعم جمهورية مصر العربية الشقيقة في رئاستها لمؤتمر الأطراف COP27 وسنتعاون مع المجتمع الدولي لاستيعاب أولويات كل الأطراف، وسنركز على ربط النتائج والمخرجات بين مؤتمر شرم الشيخ، و«مؤتمر الإمارات للمناخ» COP28 الذي نستضيفه في مدينة إكسبو دبي العام القادم، والذي سنحرص أن يكون شاملاً ويحتوي الجميع لضمان مشاركة واسعة النطاق في رسم ملامح العمل المناخي في المستقبل.

وأوضح الجابر أن الدورة المقبلة من هذا المؤتمر تكتسب أهمية خاصة كونها ستشهد أول تقييم للحصيلة العالمية للتقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس، وسنركز على توفيق الآراء ورفع سقف الطموح لتحقيق تقدم فعليّ في مختلف المسارات، بما في ذلك دعم الدول الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ وتحديد إجراءات التكيف ومعالجة الخسائر والأضرار.

كما أكد رئيس الدولة في كلمته أن نهج التنمية المستدامة راسخ منذ عقود عديدة في دولة الإمارات، فقد كان الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول من أرسى ركائز الاستدامة وصون البيئة ومواردنا الطبيعية، فقد وجّه، طيب الله ثراه، بوقف حرق الغاز قبل 30 عاماً من إطلاق البنك الدولي مبادرة لتحقيق هذا الهدف، ونحن مستمرون بمضاعفة العمل لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة باستمرار خفض الانبعاثات من قطاع النفط والغاز بالتزامن مع الاستثمار في منظومة الطاقة المستقبلية النظيفة ودفع التقدم في العمل المناخي.

وقال الدكتور سلطان الجابر: «لدينا العديد من الإنجازات في هذا المسار، فكانت الإمارات أول دولة في المنطقة تعلن عن استراتيجية وطنية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتحتضن الدولة اليوم ثلاثةً من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم وأقلها كُلفة في العالم، كما سجلنا أرقاماً قياسية جديدة لتوليد طاقة الرياح الأكثر تنافسية من حيث الكُلفة محلياً ودولياً، ونحن أول دولة في المنطقة تستخدم الطاقة النووية السِلمية، ونعمل كذلك على بناء سلسلة قيمة لأنواع الوقود الجديدة والنظيفة مثل الهيدروجين، كما نستمر في مدّ جسور التعاون مع المجتمع الدولي وبناء شراكات نوعية لتعزيز أمن الطاقة، ومن أحدثها توقيعنا مع الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً شراكة للاستثمار في الطاقة النظيفة».

وأضاف: «وفي مجال الطاقة التقليدية، يعتبر النفط والغاز الذي تنتجه أدنوك في دولة الإمارات من الأقل كثافة في انبعاثات الكربون في العالم، ونستهدف مواصلة خفض الانبعاثات بنسبة 25% إضافية بحلول 2030، وسجلت أدنوك أدنى معدلات في كثافة الميثان في قطاع الطاقة قبل عقدين من إبرام التعهد العالمي الذي دعا إلى خفض الميثان تدريجياً، كما تتخذ أدنوك خطوات ملموسة لخفض البصمة الكربونية من عملياتها التشغيلية، فقد كانت الإمارات أول دولة في المنطقة تطبق تقنية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق صناعي واسع، وستواصل أدنوك توسيع قدراتها في مجال التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه إلى نحو 5 ملايين طن سنوياً بحلول عام 2030، وأصبحت شبكة كهرباء عمليات أدنوك البرية تعتمد على الطاقة الشمسية والنووية الخالية من الانبعاثات لتأمين 100% من احتياجاتها، إلى جانب بدء العمل لتوفير الكهرباء النظيفة لعملياتها البحرية، والاستمرار في رفع كفاءة استهلاك الطاقة والمياه في كل مجالات ومراحل عملياتها.

وتمثل هذه الخطوات ركائز مهمة لتحقيق انتقال منطقي وواقعي وعملي في قطاع الطاقة، يمكن تلخيصه بضمان أمن الطاقة من خلال العمل بشكل متزامن على خفض الانبعاثات من مصادر الطاقة الحالية، إلى جانب بناء منظومة جديدة للطاقة المستقبلية النظيفة، وبدأت أدنوك بالفعل في بناء سلسلة القيمة لأنواع الوقود الجديدة مثل الهيدروجين».

ولفت الدكتور سلطان الجابر إلى أن كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في المؤتمر قدمت خريطة طريق واضحة ورؤية شاملة لمعالجة التحديات، ونحن مستمرون في الاسترشاد برؤية سموه في التعامل مع التحديات بذهنية إيجابية والعمل على إيجاد حلول مناسبة بالتعاون مع شركاء يتبنّون ذات الرؤى والأفكار والتوجهات، لأن السعي الدائم لتحقيق التقدم هو في صلب وجوهر نهجنا.