أظهر تقرير حديث صادر عن شركة الاستشارات العقارية العالمية نايت فرانك، أن الطلب بأسواق تأجير المكاتب الإدارية في أفريقيا لا يزال مزدهراً مع زيادة الطلب على مكاتب العرض بالعديد من المدن بجميع أنحاء القارة، على الرغم من ارتفاع التضخم وتخفيضات متكررة لقيمة العملات وذلك خلال الربع الثالث من عام 2022.
وأشار التقرير إلى أنه مع تخفيف قيود كوفيد-19 عادت العديد من الشركات بالكامل إلى المكتب، ما ساعد على رفع مستويات الإشغال في جميع المدن الأفريقية. وأوضح بونيفاس أبودو، محلل أبحاث أفريقيا لدى الشركة، أن تدفق المغتربين العائدين لبلادهم بعد أن غادر معظمهم خلال فترة وباء كورونا بسبب فقدان الوظائف، ما أدى إلى زيادة معدلات إشغال تأجير المكاتب بالمدن في القارة. وأشار إلى أنه قد تم إجراء العديد من الانتخابات العامة بشكل سلمي ببعض الدول الأفريقية، ما عزز الثقة لدى مستويات المستثمرين. أكملت كينيا وأنغولا انتخاباتهما العامة بنجاح، وبدأ المستثمرون في تكثيف أنشطتهم في هذين السوقين.
وأوضحت نايت فرانك في تقريرها أن نشاط سوق المكاتب في كينيا ظل ضعيفاً في الربع الثالث من عام 2022 وذلك في المقام الأول بسبب حالة عدم اليقين في الفترة التي تسبق وبعد الانتخابات العامة التي عقدت في أغسطس الماضي. وأشارت إلى أن ذلك أيضاً قد تفاقم بسبب ظروف الاقتصاد الكلي الصعبة. وأوضح التقرير أن سوق المكاتب المصرية في تلك الفترة تعافى. وأضاف فيصل دوراني، الشريك - رئيس أبحاث الشرق الأوسط لدى الشركة: «الأسواق مثل مصر كذلك استفادت من تخفيف القيود الخاصة بالسفر العالمي. وأشار إلى أن ذلك التخفيف والذي استفاد منه القطاع حدث بعد أن خرجت الشركات من القاهرة من قبل بسبب عدم اليقين المحيط باستمرارية الأعمال في أعقاب COVID-19».
وبين أن ذلك قد ساعد في رفع مستويات إشغال إلى نحو 70%. ولفت التقرير إلى أن الأجنحة الإدارية الأصغر بالقارة تشهد ارتفاعاً بالطلب في تزايد الحاجة المستمرة المتزايدة للمكاتب الأصغر التي تقل مساحتها عن 300 متر مربع وخصوصاً تنزانيا وأوغندا وزامبيا. ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع الضغوط التضخمية العالمية التي تحد من خطط توسع من خطط التوسع الدولية.
ولفت التقرير إلى أنه رغم أن أسعار إيجارات المكاتب في مدينة لاغوس أكبر مدن نيجيريا وغرب أفريقيا، فقد ظلت ثابتة عند 55 دولاراً أمريكياً للمتر المربع منذ الربع الرابع من عام 2021، إلا أنها تظل الأعلى في القارة.يبدو أن سوق المكاتب الإدارية في نيجيريا قد تعافى تماماً من الوباء، مع اقتراب مستويات الإشغال لـ100% وسط ارتفاع الطلب على المكاتب الدرجة الأولى في مقابل انخفاض العرض. وأوضح التقرير أن أحد أسباب استمرار استقرار الإيجارات في مدينة لاغوس هو انخفاض المشاريع والتطورات الجديدة.