كشف الرئيس التنفيذي لشركة "Taiwan Semiconductor Manufacturing Co"، وهي من كُبرى الشركات في صناعة الرقائق في العالم، اليوم السبت، عن أهم التحديات في سوق الرقائق في العالم، معتبراً أن التوترات بين القوتين العظميين، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، تشوه سوق أشباه الموصلات، وتقضي على فوائد العولمة، بحسب تقرير نشره موقع "نيكي آسيا"، اليوم السبت.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "Taiwan Semiconductor Manufacturing Co"، سي. سي. وي، الشركة التايوانية التي تُعدُّ من كُبرى الشركات المصنعة للرقائق في العالم، إنَّ جائحة كورونا، ومن بعدها الحرب في أوكرانيا، ستستمر في تعطيل سلسلة توريد الرقائق، مشدداً على أن "المواجهة الجيوسياسية" هي كُبرى التحديات الجديدة التي تواجه صناعة الرقائق.
وأردف قائلاً: «أدت المواجهة الجيوسياسية إلى تشويه سوق الرقائق؛ ففي السابق كنا نقوم بتصنيع المنتج، ونبيعه لكل دول العالم، لكن الوضع تغيَّر الآن، حيث لا يسمح ببيع بعض المنتجات، وتمنع بعض الدول السماح بدخول بعض المنتجات، بينما يقول البعض إنه يمكن فقط استخدام منتجات محلية معينة».
وتابع: «الوضع الحالي أدَّى إلى تدمير كل الإنتاجية التي أفرزتها العولمة، حتى لو لم يكن ذلك التدمير كبيراً، لكن من المؤكد أن تلك الحواجز ستؤثر بشكل خطير على مكاسب الاقتصاد الحر كما كان الوضع في الماضي».
وكانت شركة "Taiwan Semiconductor Manufacturing Co"، المعروفة اختصاراً باسم "TSME"، وهي الشركة المصنعة لأشباه الموصلات الأكثر تقدماً في العالم، قد وجدت نفسها بين شقَي الرَّحى في السنوات الأخيرة، وعرضة للتوترات التكنولوجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، فعلى سبيل المثال، لم تَعُد الشركة قادرة على تقديم منتجاتها لعملاء صينيين معينين، دون الحصول على ترخيص من الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب قيود واشنطن على استخدام التكنولوجيا الأمريكية. وجاءت تصريحات «وي» أمام منتدى للعلوم والتكنولوجيا، بحضور مدراء تنفيذيين في مجال التكنولوجيا وأساتذة أكاديميين ومسؤولين حكوميين.
وقال وي: «من أكثر ما يثير الرعب في الوضع الحالي، اختفاء الثقة والتعاون المتبادلين، ففي الوقت الحالي إذا طلبت من الولايات المتحدة والصين العمل سوياً، فلن يكون الأمر سهلاً. كانت الثقة المتبادلة والتعاون هما المفتاح للبشرية في الماضي لإحراز تقدم، لكن هذا أصبح ضعيفاً حالياً».
وجاءت تصريحات «وي» بعد عودته منذ فترة قصيرة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تقوم شركته ببناء مصنع شرائح بقيمة 40 مليار دولار في ولاية أريزونا، في ظل جهود واشنطن لإنتاج أشباه الموصلات الحيوية على أراضيها. وأعرب «وي» عن تحفظاته على ما وصفه بمحاولات بعض الدول السيطرة على إنتاج أشباه الموصلات الحيوية، قائلاً: «الكل يريد بناء مصانع أشباه الموصلات الخاصة به، لكن هل هذا واقعي؟ لو كان الأمر بهذه السهولة، لكانت هناك مصانع للرقائق في كل مكان في العالم».