السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

لوحة تعكس صراع الهوية والهجرة بريشة تحن للوطن

تسرد 11 لوحة، أبدعها الفنان التشكيلي اللبناني كميل زكريا، صراع الهوية والهجرة والمعاناة في بلاد الاغتراب، جامعاً ذكرياته وأحلامه في ملحمة كولاجية تعكس رحلته التي ابتعد فيها عن وطنه الأم. ويروي الفنان عبر لوحاته تجربته الخاصة، إذ يرى في الكولاج وسيلة للتعبير عن الهوية المتشظية، محاولاً لملمة ما علق في ذاكرته من مواقف وشخوص وصور طفولية ليحكي عن وطنه بريشة يملؤها الحنين. ويرسم كميل زكريا لوحاته بدقة وصبر وتعمق، مستحضراً تفاصيل الشوارع والأرصفة وحدود الإسفلت والعلامات المرورية ومواقف السيارات، وكأنه يصورها من ربوة عالية، ليؤكد على مدى التناقض الحاصل بين الماضي والحاضر. ويأتي المعرض ضمن موسم معرض 421 في أبوظبي، وتحتضنه قاعة «كوادرو فاين آرت غاليري» حتى 30 سبتمبر الجاري. وتبدو رسومات التشكيلي اللبناني أشبه بالأحجية، ما يدفع المتلقي إلى التوقف أمامها لفك ألغازها والتعرف إلى ماهيتها، ولكن ما إن يقترب منها حتى يتوحد معها في انسجام عاطفي وكأنها تتحدث عنه شخصياً، في حوار فني متبادل يثير الشجون. وتصدرت المعرض لوحة كبيرة، عبارة عن مجموعة لقطات مجتزأة من صورة لسقف زجاجي ملون لأحد المباني الدينية، ووضع بين تلك الأجزاء الملونة قصاصات أوراق رسائله الخاصة التي كان يتبادلها مع أهله أثناء دراسته الجامعية، فبدت اللوحة وكأنها سرد بصري موجع لآلام الغربة والابتعاد عن الوطن. كما صور باقي اللوحات وفق مجموعة من الأشكال الهندسية التجريدية العامة المنطوية على ذات الدلالات والرموز، في محاولة للبحث والعثور على الانسجام سواء داخل الوطن الأم، أو عبر تلاشي الحدود بين الأوطان. ولكميل زكريا طقوس خاصة عند الشروع في رسم لوحة، إذ يستيقظ منذ ساعات الصباح الأولى، ليرسم على إيقاع أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، وما إن تنتهي أغنية حتى ينتهي هو من جزء من اللوحة، ويكرر هذا الأمر طوال اليوم، لينتج أعمالاً موسيقية تطرب الناظرين.