الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«آية» في «سيتي ووك» .. الجمال غاية ومعنى

أزاحت وجهة سيتي ووك في دبي، أمس الاثنين، الستار عن منحوتة فنية ضخمة حملت عنوان «آية»، أبدعها الفنان الإماراتي مطر بن لاحج، بخط الثلث المذهب، لتكون بمثابة تحفة فنية جديدة، في دبي التي تثبت كل يوم أنها مدينة عصرية تحتفي بالجمال، ومتحف مفتوح في شوارعها، كما في مبانيها، وفرجانها القديمة، ووجهاتها السياحية الأحدث. المنحوتة، التي يصل وزنها إلى أربعة أطنان فولاذ، اكتملت بجهود أكثر من 20 حرفياً، عكفوا على إنجازها على مدى 45 يوماً، ويبلغ ارتفاعها ثمانية أمتار وعرضها ستة أمتار، وتخلّف لدى مشاهدها حالة من التوازن المثالي والانسجام المريح بين بصيرة المشاهد ومحيطها الخاص. * تداخل إبداعي استوحى النحات الإماراتي هذا التكوين الإبداعي المتداخل من القرآن الكريم، وتحديداً الآية رقم 40 من سورة محمد، ويوازن فيها بأسلوب مذهل بين العناصر التقليدية والحديثة لخلق حالة من التناظر بين جوانبها. تجاور المنحوتة مسجد سيتي ووك الذي يكتسي بتصميم حديث، وعمل ابن لاحج على الدمج بين المكونات التقليدية، مثل استخدام الخط العربي الكلاسيكي «الثلث»، لتجسيد التموجات وإضفاء بعض الحركة على المنحوتة التي تحمل طابعاً معاصراً. * بصمة خاصة قال مطر بن لاحج إن منحوتة «آية» تشكل مرحلة بارزة أخرى في مسيرته الفنية التي يسعى من خلالها إلى ترك بصمته الخاصة في تاريخ الفن العربي. وذكر أن أعماله تعد نتاجاً لتأصل البيئة في داخله، وتمكنه من الأدوات التي يحتاج إليها، إذ يحرص من خلال الطابع المتفرد الذي يقدمه والرؤية الملهمة على إشعال جذوة الابتكار وتحفيز الأجيال المقبلة على الانطلاق أبعد مما هو قائم الآن وما هو متوقع. * الجسمي .. حَسُن الصوت والإحساس باهتمام كبير، وحس فني مرهف، أطال الفنان حسين الجسمي التأمل في «آية»، ليثبت عملياً من خلال التمعن في دقائق وتفاصيل جماليات «الثلث»، أن حُسن الصوت لا ينفصل عن تذوق الفنون عموماً بما فيها التشكيلية، قبل أن يعبر عن إعجابه الشخصي بجماليات «آية». من جهته، احتفى الفنان مطر بن لاحج، مبدع «آية»، بوجود الجسمي، مضيفاً «أبحث دائماً عن الجديد غير المتوقع، الذي يكسر جمود الأعمال العادية»، مشيراً إلى أن فن النحت شهد اهتماماً محلياً ملحوظاً على صعيد المؤسسات المعنية بالفنون، ما انعكس إيجاباً على ثراء وتنوع المشهد الفني. * رؤية جريئة يتميز ابن لاحج بإبداعه الأصيل والطابع المتفرد للوحاته، مع رؤية جريئة لمنحوتاته الفنية التي تُظهر قدرته الفريدة على توظيف ما يقارب سبعة تقنيات مختلفة في تصميماته، ليقدم من خلالها رؤية جديدة حول ارتباط الناس بعناصر الطبيعة. وأسهم في إثراء الحركة الفنية داخل الإمارات من خلال تأسيسه لمرسم مطر عام 1991 لدعم الفنانين والمواهب الجديدة في الدولة. ويعدّ ابن لاحج واحداً من أكثر الشخصيات تأثيراً في المشهد الفني الإماراتي، ويضاف إلى ذلك حضوره الدائم، ومشاركته في الفعاليات المتواصلة مثل معرض مؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون، والموسم الفني لهيئة دبي للثقافة والفنون.