الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

إبداع بالبلاستيك والبراميل

يحفل معرض «متميزون» بطيف واسع من الأطياف التشكيلية والأساليب الإبداعية، والتأم فيه ستة فنانين عالمين أنتجوا أعمالاً فنية رائعة من النسيج والجبس، البلاستيك والبراميل الحديدية والسيراميك، والجلد والورق والمعدات القديمة والصور المتهالكة، شكلوا لوحات فنية من خامات بسيطة حولوها بأناملهم إلى أيقونات تشكيلية. ويضم المعرض الذي يحتضنه «إيزابيل غاليري» في مجمع السركال أفينيو للفنون دبي، أعمالاً متعددة الوسائط، منها الرسم والتشكيل والغرافيك والفنون التركيبية. وتشارك الفنانة التشكيلية الفرنسية بولين باسترد في المعرض بمجموعة كاميرات قديمة تعود إلى عام 1920، تسرد عبرها تفاصيل تطور الكاميرا الفوتوغرافية، وكيف كانت تلتقط الصور، وتعكس هذه القطع ثراء العالم بالتقنية آنذاك، ممثلة في خمس كاميرات، أطلقت باسترد عليها اسم «العدسة». بدوره، يقدم الرسام الهولندي ويليم إينجلن أوركسترا ورقية على أعمدة من حديد أطلق عليها «لفتن للقرع»، ويستعرض عبرها النوتات الموسيقية للأوركسترا الموسيقية والتقلبات التي شوشت الموسيقى الراقية، في ظل سيطرة موسيقى الراب والجاز على عوالم الفن عالمياً. أما الرسام والموسيقي الألماني إيلان مانواش فاستعرض عبر لوحاته السيراميكية مجموعة من النقوش التي شكلها على أنغام الموسيقى، يُظهر فيها رموزاً مأخوذة من التراث المعماري في البنيان القديم الألماني، مستلهماً من النقوش حكايات التراث القديم وجمالية الزخرفة المعمارية في ألمانيا قبل الحداثة. من جانبه، اعتمد الرسام التشكيلي الهندي شيرتا ريت على ذاكرة الطفولة وما علِق في مخيلته من صور لطبيعة الحياة القديمة في أحياء الهند الشعبية، إذ حول براميل الحديد إلى جوقات فنية اقتصها وحولها إلى أشكال هندسية تظهر تعلقه بذاكرة الطفولة الجميلة. ويستدعي ريت نشأته الطفولية في منطقة صناعية شعبية تشتهر بصناعة براميل الحديد، ليحولها إلى قطعة فنية بتدرجات وتشكيلات هندسية، لتبدوا حديقة عامرة بألوان الجمال. وأبدعت الفنانة التشكيلية الألمانية هلا ريدجين مجموعة من الأعمال حملت عنوان «نسيج الروح»، تشمل منسوجات شكلت أطيافاً هندسية مثلثة ومستطيلة بألوان زاهية، وركزت على اللون البنفسجي والأزرق، وتعبر في ذلك عن عشقها للبحر والحياة، معتمدة على أقمشة تشبه لون الرمال نسجت في داخلها أشكالاً للبحر حسب رؤيتها الخاصة. كما رسمت لوحات أضافت إليها مجسمات جبسية، وتركت اللون الأبيض الممزوج بخطوط رمادية يؤدي دوره، في دلالة إلى التلوث الذي يملأ المدن. وهدفت مجمل الأعمال المشاركة في معرض «متميزون» إلى إيجاد مساحة أوسع لتوثيق الفن التشكيلي في عصر التقنيات الحديثة، إذ قدم الفنانون أعمالاً انحدرت من مدارس تشكيلية ومشارب ثقافية مختلفة، جذبت الزوار وأشبعت شغفهم الفني والإبداعي.