الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

مركون على رفّ الغربة

يكتب رسالة قصيرة، لكنها مشحونة تكاد لفرط شوقها أن تنفجر، يشعر أن اللغة ضيّقة أكثر مما ينبغي فيهرب إلى الكلمات الآلية، كما أفعل وأنا الآن أحاول أن أنظر إلى الصورة كصورة، ويخيفني أن أتجرأ وأنفذ إلى روحها المهيبة، أحاول أن أتحايل على كثافة الصخب والقلق الذي يساور المشهد ويسوّره، بودي مثلاً أن أسال كم دائرة في الصورة؟ قد تبدو لعبة سخيفة بغض النظر عن رمزية الدوائر التي تحاصرنا، كما هي رمزية الرسائل التي تشبه الدوائر إلى حد موجع! المكان دوماً هو جزء من الرسالة، لا يمكن أن تكون هناك رسالة تُكتب في مكان مزدحم وسط الضجيج، فالرسالة ليست إجابة عن سؤال عاجل أو معلومة، قد يكون من الضروري أن تنسى المكان والزمان، وهذا النسيان يعني أن تكون أنت الزمان والمكان ذاته، لهذا أقول: اكتبوا لمن تحبون بصدق، اكتبوا حالتكم كما هي، وليس كما تودون أن تكوا، لكن ليس بالضرورة أن ترسل الرسالة بعد كتابتها، أحياناً تكتب لتشعر أنك ما زلت بخير، لتطمئن عليك.