الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

ألف لا

وددت لو أصرخ بألف لا، وبكل أدوات النفي والزجر والتحذير، الخطأ هنا صارخ وجرئ وقبيح أيضاً، خطأ نظاماً، وعيب عُرفاً، وخطر على حياتها أيضاً، لا يوجد أدنى شك حتى لدى هؤلاء الشباب في أن ذلك لا يليق برجل محترم، وللسور رمزيته هنا، إذ إنه ليس مجرد جدار، رمزيته لها دلالة أعمق من كونه إسمنت وحديداً، لكنه يرمز إلى حدود كلٌ منا، هُنا تحديداً تكمن الحرية المسؤولة، قفز السور قد يبدو حرية، لكن الحرية تفقد نزاهتها وفضيلتها عندما تتعدى لتصل إلى حدود الآخرين، ولهذا لا غرابة في أن تبدو الصورة كلها صامتة في حالة ذهول، إذ تبدو أجهزة التكييف في المبنى وكأنها أعين مذهولة لا تصدق ما ترى، وليس السؤال هل يراهما أحد؟ هذا لا يهم كثيراً، الأهم الآن وهما يريان نفسيهما بهذا الشكل هل هما راضيان عن ذلك؟ أيها الأبناء: ثقوا بأننا بدافع حب لا نريد أن نرى منكم أي خطأ، نتفهم مرحلة الطيش، لكننا نريدكم أجمل.