الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

عصفور الدنيا

الآتي من الجنة، عصفور أتى ليجعل للصنابير أرواح فراشات أطهر من الماء، ليس على المجاز القول: يتوضأ به الماء، كأنه في مهمة نبيلة، يرتّب روح الماء وطهره، ثم يعود للتحليق، لا شك في أن للطفولة شيطنتها، وملامحها الموغلة في البراءة، لكن في كل مرة تعيد النظر في هذه الصورة تشعر بأنها صورة عصفور حقيقي تشكلت ـ من غير قصد ـ لتكون أشبه بطفل. المدهش أكثر أن الصنابير أيضاً أخذت هيئة صغار العصافير وكأنها تنتظر دورها بمناقير مفتوحة، لا يهم إن كان يأخذ منها أو يعطيها، لو أعدت النظر كرة أخرى لوجدت في ملامحه الغارقة في التركيز حكاية مبتكر غارق بمعمله وكأنه على وشك الوصول إلى نظرية عظيمة. هذا الحافي يشعر في تلك اللحظة بأن مركز الكون حيث تكون قدماه الطريتان، عليكم محاولة قراءة المشهد من زاوية أخرى، لكن بحذر، في أي لحظة قد يطير عصفور اللحظة الفاتنة وتفقد الصورة سحرها. فهيد العديم