الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ذا بوست المظلوم الأكبر

تخلد الجوائز السينمائية الفائزين بها، ولكنها أيضاً ليست حكماً قاطعاً بالإجادة والمهنية، لذلك أنصفت شكل الماء، فرانسيس مكدورمان وغاري أولمان، ولكننا يجب أن نرفع القبعة لفيلم «ذا بوست» الذي ظلمته الجوائز ولكنه سيبقى في ذاكرة السينما رمزاً لصراع الصحافة من أجل الحقيقة. سرقت الفنانة الأمريكية المخضرمة فرانسيس مكدورمان الأضواء في حفل الأوسكار 2018 بفوزها بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «ثلاث لوحات إعلانية خارج ايبيغ»، الذي جسدت فيه دور امرأة غاضبة تسعى لتطبيق العدالة، متوجة تاريخها الفني الحافل. وربما كانت النتيجة مفاجئة للجمهور، ولكنها ليست كذلك للنقاد وعشاق الفن السابع الذين يتابعون مسيرتها وحضورها الإبداعي في كل تظاهرة سينمائية، وهي الحائزة على جائزة الأوسكار 1996 كأفضل ممثلة عن دور «مارج غندرسن» في فيلم فارغو، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة في العام نفسه كأفضل ممثلة، وحصلت أيضاً على جائزة الغولدن غلوب 1994 عن فيلم طريق مختصر. وهي ليست غريبة على الأوسكار التي ترشحت لجوائزه مرات عدة، من بينها أفضل ممثلة مساعدة عام 1989 عن فيلم احتراق المسيسيبي، أفضل ممثلة مساعدة عام 2001 عن فيلم Almost Famous، وأفضل ممثلة مساعدة عام 2006 عن فيلم North Country تثبت الفنانة ذات الستين عاماً أن الموهبة تفرض نفسها، تتبدد الأضواء وتتلاشى النجومية، ووحده الفن الحقيقي يبقى ويرسخ في الذاكرة عصياً على النسيان. من جهة أخرى، اقتنص الممثل البريطاني الشهير غاري أولدمان جائزة أفضل ممثل، عن دوره في فيلم «أحلك ساعة»، الذي جسد فيه شخصية رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل أثناء الحرب العالمية الثانية. وتفوق أولدمان على نفسه في تجسيد تلك الشخصية التاريخية المثيرة للجدل، ولم يعتمد فقط على التماثل الخارجي في الملامح والثياب والحركات فقط، بل أجاد التعبير عن الانفعالات الداخلية لذلك الرجل، الذي قاد بلاده في لحظة هي الأصعب في تاريخها، ولم يعد شعبه سوى بالمزيد من الدم والعرق والدموع. وكالعادة في المناسبات السينمائية الأخيرة، سجل المنتج السينمائي هارفي واينستين حضوراً سلبياً، بعد أن هاجمه مقدم الحفل جيمي كيميل، لسجله الأسود في فضائح التحرش بنجمات هوليوود. وانتصر المنطق وتوج فيلم The Shape of Water أو شكل الماء بأوسكار أفضل فيلم، بعد منافسة شرسة مع ثمانية أفلام من أبرزها «ثري بيلبورد اوتسايد ايبيغ ميزوري»، أحلك ساعة، و«ذا بوست». وكان الفيلم بمثابة وجه السعد على مخرجه المكسيكي القدير «جييرمو ديل تورو»، الذي فاز بجائزة أفضل مخرج.