الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

اللوحة المزهرية

الأشياء الافتراضية تبدو أكبر من حجمها على الطبيعة، الصور ليست مخادعة، لكنها في أغلب الأحيان تحاول أن تكون أجمل مما هي عليه حتى تفقد روحها في خضم تلك المحاولات، ولا تستطيع أن تعود لحقيقتها. صحيح أن صورة الإعلان فاتنة جداً، لكنها تظل أشبه بمزهرية، ورد لونه لطيف وألوانه زاهية، وبلا أشواك، لكنه في النهاية مصنوع من البلاستيك، يا للخيبة، فبرغم ما تحتمله صورة الرجل والمرأة اللذين يمران بجانب (المزهرية) من شيء من إرهاق وخطوات تميل للثقل إلا أنها مليئة بروح وحكايات وشجن، إنها باختصار مرور الحقل بكل تفاصيله الحية من أمام صورة المزهرية. وكأنه مباراة بين الحقيقة والافتراض، ومع ذلك تبقى الملامح المتصنعة التي تحاول أن تلفت الانتباه هي المهزومة، فأقصى ما تفعله أن تفوز بنظرة من المارّين، نظرة لا تتجاوز ثواني، ثم يعود الناس لرؤية الطريق، والأحلام، والخطوات تحرث الأرض التي تألفها جيداً، الأرض من التفاصيل الجميلة التي لا تعرفها ورود المزهرية!