الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

الحطب

- ينزعونه من قلب الطبيعة ليكون أنشودة النار، تلك هي قصة الحطب من حياة الخضرة إلى هشيم اليباس. - لا يوجد مجد تفخر به النار، حتى العود الذي يحترق فينتج ريحاً طيبة، العود هنا كريم منذ أن كان أخضراً يتدلى من خصر الشجرة . - لا يهم أن تقدمها في سلّة فاخرة أو ترميها بجلافة، في كل الأحوال ستكون وليمة اللهب. - من أقصى الزاوية تطل سلّة المهملات بفمٍ نصف مفتوح، من شدقيها تتدلى الكثير من الجُمل الساخطة والمُحبطة، وربما الكثير الكثير من الجُمل التي توارت خجلاً من استفزاز المشهد. - أحاول أن ألتقط مفارقة من وحي الخيال كي تكون الصورة كما أتمنى أن أراها، أتخيّل أن هذا الرجل ينحني لأنه يسقي شجرة، سقيا الشجرة له دلالات كثيرة غارقة في الحلم والألم، فأن تسقي شجرة يعني أنك تهيئ ظلاً للناس، كما يعني أن تسهم في ثمرة تصل إلى بطن جائع، لكن عندما تحوّل الشجرة إلى حطب فقد تخلّيت عن كل هذه الأحلام.