الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

صراع الكتل وتدخل إيران يعرقلان ولادة الحكومة العراقية

صراع الكتل وتدخل إيران يعرقلان ولادة الحكومة العراقية

جنود عراقيون مصابون أثناء تظاهرهم في ساحة التحرير وسط بغداد. (إي بي إيه)

تظاهر جنود عراقيون معاقون في الحرب على داعش، وسط بغداد أمس بسبب رواتبهم المتأخرة وغياب الرعاية الصحية.

وتأتي التظاهرة تزامناً مع الاحتفال بمرور عام على دحر التنظيم الإرهابي. وفي الشان السياسي، تمر الحكومة العراقية بحالة ولادة متعسرة وغير ناجزة، إذ إن هناك ثماني حقائب لم يتم تكليف أي مرشح لها وأبرزها وزارتا الداخلية والدفاع.

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي قدم مرشحيه إلى البرلمان العراقي للمصادقة عليهم واستكمال تشكيل حكومته إلا أن الصراعات بين الكتل البرلمانية أعاقت تمرير أسماء المرشحين بسبب الخلاف على ترشيح فالح الفياض وزيراً للداخلية،عن تحالف البناء بزعامة نوري المالكي، إذ عرقل تحالف سائرون (بزعامة مقتدى الصدر) وبقوة هذا الترشيح، مبرراً موقفه بأن ترشيح الفياض جاء بإملاءات خارجية (إيرانية)، وأن سائرون ضد ترشيح سياسيين تابعين لكتل برلمانية لوزارتي الداخلية والدفاع.


وتبدو إيران مصرة على ترشيح الفياض لمنصب وزارة الداخلية، وهذا ما تفضحه الزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس، الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني إلى بغداد واجتماعه مع قيادات شيعية وسنية من أجل دعم ترشيح الفياض.


ويبدو أن إيران فشلت في لملمة الكتل والقيادات الشيعية تحت خيمتها إذ تواجه معارضة قوية من قبل الصدر، وهذا ما يؤكده المحلل السياسي العراقي صادق الموسوي، قائلاً: «الإيرانيون سعوا كثيراً لإبقاء الشيعة في تكتل واحد ولم يتمكنوا وهذه أكبر خسارة لإيران حتى الآن، وهناك قيادات كثيرة تمردت على الرغبات الإيرانية في الآونة الأخيرة وهذا ما شعرت به طهران وبدأت تفكر في تغيير أسلوبها في التعامل مع الملف العراقي ولا سيما بعد تنفيذ العقوبات الأمريكية ضدها»، مشيراً إلى أن «الصراعات بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة كانت بين الكتل السنية وكذلك الكردية.. ولكن أكثرها تأثيراً بين الكتل الشيعية نفسها».

ويرى الموسوي أن «الانقسامات السياسية نابعة من وجهة نظر قيادتها في قناعتها بسياسات أمريكا في المنطقة من جانب والمحور المنافس لأمريكا، إيران، من جانب آخر»، منبهاً إلى أن «ترشيح الفياض أصبح حجر زاوية ومفصل معرفة لقوة نفوذ أحد المحورين، وكما أرى أنه بنجاحه وتمريره ستنكسر شوكة أحد التيارين وتبقى قوة نفوذ الكتلة التي ستمرر هذا الترشيح أو تعرقله في القرار الحكومي هي الأقوى».

عبدالمهدي الذي بدا غير مكترث بموضوع الفياض حيث ترك الكتل تتصارع فيما بينها دون أن يتحمس أو يدافع عن هذا الترشيح تحت قبة البرلمان الأسبوع الماضي، وأراد أن يغير اتجاه اهتمامات الجمهور العراقي من إخفاق استكمال تشكيل الحكومة إلى فتح جزئي للمنطقة الخضراء والسماح بعبور السيارات إلى الجسر المعلق لخمس ساعات يومياً (ما بين الخامسة مساء وحتى العاشرة ليلا) كإجراء تجريبي.