الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

مساعٍ لمحاصرة احترار الكوكب

مساعٍ لمحاصرة احترار الكوكب
أنقذت نحو 200 دولة التقت في بلدة كاتوفيتسه البولندية اتفاق باريس المناخي التاريخي لعام 2015 من الانهيار باتفاقها على مجموعة من التوجيهات الخاصة بتنفيذه .. والهدف قصر ارتفاع درجة حرارة الكوكب على ما دون درجتين مئويتين! وقفز مايكل كورتيكا، رئيس مؤتمر المناخ فوق طاولة المباحثات تعبيراً عن سعادته لموافقة الأسرة الدولية على اتفاق باريس حول المناخ وتزويدها بأدوات لتنفيذه لكن بدون أن تقطع وعوداً بمزيد من الخطوات والسرعة ضد ارتفاع حرارة الأرض، رغم الوضع الملحّ والكوارث التي تحدث في جميع أنحاء العالم.

وقال كورتيكا: «وضع برنامج عمل لاتفاق باريس مسؤولية كبيرة»، مؤكداً أن «الطريق كان طويلاً وفعلنا كل ما بوسعنا حتى لا نخذل أحداً».

وقبل أسابيع، أطلق العلماء في «الهيئة الحكومية للتغير المناخي» التحذير، مؤكدين أن آثار الاحترار ستكون أكبر بكثير في عالم ارتفعت فيه الحرارة درجتين، من عالم لا يتجاوز ارتفاع الحرارة فيه 1.5 درجة مئوية، الحد المثالي المحدد في الاتفاق. لكن للبقاء دون هذا الحد، يجب خفض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون نحو 50 في المئة بحلول 2030 عما كانت عليه في 2010، بينما تعلن الوعود الحالية للدول عن عالم ترتفع فيه الحرارة ثلاث درجات بما تجلبه من عواصف وموجات جفاف وفيضانات.


وفي مواجهة هذا التحذير، كانت وفود عدة، وخصوصاً الدول الجزر الضعيفة، تأمل في أن تعد البلدان في مؤتمر الأمم الـ 14 للمناخ هذا بزيادة حجم تعهداتها بخفض انبعاثات الغاز المسبب للدفيئة حتى العام 2020.


وفي أجواء جيوسياسية غير ملائمة، سعت الدول خصوصاً إلى إنجاز القواعد التي ستسمح بتطبيق الاتفاق. وأقرت وسط تصفيق حار من الوفود.

وهذه القواعد استغرق إعدادها ثلاث سنوات، ووضعت اللمسات الأخيرة عليها في هذه الأيام الـ 14 الأخيرة في مفاوضات شاقة لتدرج في كتيب من حوالي مئة صفحة. وهي تحدد خصوصاً وسائل متابعة التحركات الوطنية. وتتسم هذه القواعد ببعض المرونة للدول النامية.

وعبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن ارتياحه لما جرى التوصل إليه. وقال إن «الأسرة الدولية تبقى ملتزمة بمكافحة التغير المناخي»، مهنئاً «الأمم المتحدة والعلماء والمنظمات غير الحكومية وكل المفاوضين».

وشدد على ضرورة أن تظهر «فرنسا وأوروبا الطريق الصحيح، ورأى أنّ «المعركة مستمرة».

من جهتها، صرحت وزيرة البيئة الإسبانية تيريزا ريبيرا بأن كتيب الاستخدام «واضح بدرجة كافية لجعل اتفاق باريس عملياً، وهذا نبأ سار». وأضافت أنّه «في هذه الظروف الحالية، مواصلة تشييد مبنانا هو نجاح»، وإن كان كثيرون يتطلعون إلى «رسائل أقوى» حول الطموحات.