الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

ميليشيات الحوثي تخرق هدنة الحديدة

ميليشيات الحوثي تخرق هدنة الحديدة

جنود من القوات الشرعية في أحد شوارع الحديدة. (أ ف ب)

استمرت ميليشيات الحوثي تنصلها من الاتفاقات، ودأبت على إفشال المساعي الدولية والعربية الرامية إلى هدوء الأوضاع في اليمن، وفي ذلك خرقت الميليشيات الأربعاء وقف إطلاق النار في الحديدة المتفق عليه في السويد برعاية الأمم المتحدة، بعد ساعات قليلة من بدء سريانه، في الوقت الذي حذّر فيه التحالف العربي من احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة في حال تأخرت الأمم المتحدة لوقف «خروقات» المتمردين الحوثيين، كما اشترطت الحكومة الشرعية تثبيت الأمن والاستقرار في الحديدة قبيل أي جولة مشاورات جديدة.

وقصفت الميليشيات مستشفى 22 مايو والعديد من المصانع بقذائف الهاون والصواريخ، حسب مصدر في المقاومة اليمنية، مخلفة دماراً هائلاً في مختلف أقسام المستشفى ومنشآته، مدمرة كامل المصانع التي تم استهدافها سابقاً قبيل بدء وقف إطلاق النار في الحديدة.

وهذا الخرق يعتبر الثاني من نوعه في غضون ساعات قليلة من بدء الاتفاق، الأمر الذي يؤكد أن الحوثيين غير معنيين بإنجاح هذا الاتفاق والسير قدماً في المباحثات خلال الجولات المقبلة وصولاً إلى حل سياسي للأزمة.


وأكد المصدر أن استهداف البنية التحتية الإنسانية والاقتصادية يظهر بشكل جلي بأن توقيع الميليشيات على اتفاق السويد لم يكن إلا هروباً من الضغط العسكري المتواصل الذي فرضته القوات اليمنية وقوات التحالف على الميليشيات، ما جعلها تتعامل مع وقف إطلاق النار من منطلق إعادة ترتيب قواتها وتخفيف آثار الخسائر التي تكبدتها خلال الفترة الماضية. ودعا الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف صارم تجاه سلوك الميليشيات والإعلان عن خروقاتها المتكررة لوقف إطلاق النار، وعدم التغافل عنها لضمان مواصلة المسار السياسي.


ومع ترقّب وصول بعثة من الأمم المتحدة لترؤس لجنة عسكرية تضم ممثلين عن القوات الموالية للحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين، لمراقبة وقف إطلاق النار، حذّر التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، من احتمال انهيار اتفاق وقف النار في الحديدة في حال تأخرت الأمم المتحدة في التدخل ووقف «خروقات» المتمردين الحوثيين.

وقال مصدر في التحالف العربي لوكالة فرانس برس إن المتمردين خرقوا الاتفاق في 21 مناسبة منذ بدء سريانه منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، معتبراً أن «هناك مؤشرات على الأرض بأن اختاروا أن يتجاهلوا الاتفاق»، في إشارة إلى ما توصّل إليه قبل أسبوع في مشاورات السويد.

وتابع المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن القوات الشرعية اليمنية «ترد للدفاع عن نفسها عند الضرورة وحين تحصل على موافقة بذلك»، مضيفاً القول «سنواصل ضبط النفس في هذه المرحلة لكن المؤشرات غير مطمئنة».

وفي رد صارم على الانتهاكات، أعلن التحالف العربي قصف طائرة من دون طيار في مطار صنعاء، في أول ضربة يعلن عنها التحالف ضد المتمردين التابعين لإيران منذ محادثات السويد.

وأشار بيان للتحالف إلى أن «تدمير الطائرة في مرحلة الإعداد لإطلاقها، وتحييد هجوم إرهابي وشيك».

من جانبه، أكد وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني أنه لا يمكن للحكومة الشرعية الذهاب إلى جولة مفاوضات جديدة ما لم يعد الأمن والاستقرار للحديدة، إضافة إلى تحقيق كل ما تم التوافق عليه في جولة المشاورات الأخيرة في السويد، قائلاً إن «ما تم التوصل إليه يمثل انتصاراً بالنسبة للشرعية ولمنطق السلام في اليمن».

وأشار اليماني إلى أن «آلية المراقبة القديمة التي شكلتها الأمم المتحدة لمراقبة توريد الأسلحة للميليشيات الحوثية من إيران لم تتمكن من فرض سيطرتها الكاملة، نظراً لأنها كانت تتخذ من جيبوتي مقراً لها، فيما ستنتشر عناصر الآلية في الموانئ اليمنية بموجب الاتفاق الأخير، ما سيضمن عدم وصول أي إمدادات عسكرية جديدة للميليشيات».

وأوضح الوزير اليمني أن اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة دخل حيز التنفيذ، وأن لجنة حكومية شكلت من أجل التنسيق وإعادة الانتشار، تحت قيادة وإشراف الأمم المتحدة، تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية للمدينة، والسلطات الشرعية إليها.