الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

ترامب: لا نريد أن نكون شرطي الشرق الأوسط بلا مقابل

ترامب: لا نريد أن نكون شرطي الشرق الأوسط بلا مقابل
دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس عن قراره المفاجئ إعلان النصر على تنظيم داعش وسحب القوات الأمريكية بالكامل من سوريا، وسط انتقادات من بعض الجمهوريين ومخاوف الحلفاء وبعض القادة العسكريين الأمريكيين وردود أفعال دولية وسورية قلقة من تمدد التنظيم الإرهابي.

وقال ترامب في سلسلة تغريدات نشرها على «تويتر» أمس إنه يفي بتعهد قطعه أثناء حملته الانتخابية في عام 2016 بالخروج من سوريا، وكتب يقول إن الولايات المتحدة تقوم بعمل دول أخرى، منها روسيا وإيران، من دون مقابل يذكر وقد «حان الوقت أخيراً لأن يحارب آخرون».

وكتب ترامب على «تويتر» يقول إنّ «الخروج من سوريا لم يكن مفاجئاً، أطالب به منذ سنوات، وقبل ستة أشهر، عندما عبرت علناً عن رغبتي الشديدة في فعل ذلك، وافقت على البقاء لمدة أطول، روسيا وإيران وسوريا وآخرون هم العدو المحلي لتنظيم داعش، نحن نؤدي عملهم، حان الوقت للعودة للوطن، وإعادة البناء».


وأضاف: «هل تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تصبح شرطي الشرق الأوسط وألا تحصل على شيء سوى بذل الأرواح الغالية وإنفاق تريليونات الدولارات لحماية آخرين لا يقدرون، في كل الأحيان تقريباً، ما نقوم به؟ هل نريد أن نظل هناك للأبد؟ حان الوقت أخيراً لأن يحارب آخرون».


وكان ترامب فاجأ العالم بالإعلان ليل الأربعاء أنه سيبدأ سحب القوات الأمريكية البالغ قوامها نحو 2000 جندي من سوريا التي تمزقها الحرب، لكن البيت الأبيض لم يحدد جدولاً زمنياً.

وانتقد بعض الجمهوريين بشدة الخطوة قائلين إنهم لم يبلغوا بها مسبقاً وإن الخطوة تطلق يد روسيا وإيران أكبر داعمين لرئيس النظام السوري بشار الأسد، في وقت قال مسؤولون أمريكيون إن القادة العسكريين على الأرض قلقون كذلك من عواقب الانسحاب السريع.

وتباينت ردود الأفعال الدولية تجاه القرار الأمريكي.

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن قرار ترامب سحب قواته «صائب»، ويساعد في تسريع التسوية السياسية في سوريا.

في المقابل، استغرب الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية قرار ترامب، وقال في بيان «إن تنظيم داعش لم يُهزم بعد»، خلافاً لما قاله الرئيس ترامب ليبرّر انسحاباً أحادي الجانب للقوات الأمريكية المنتشرة في البلاد.

من جهتها، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي أمس إن متشددي داعش ضعفت شوكتهم لكن لم يتم محوهم من على الخريطة في سوريا، ولا بد من أن تستمر المعركة لإلحاق هزيمة حاسمة بهم في جيوبهم المتبقية.

وأعلنت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو أن فرنسا «تبقى» ملتزمة عسكرياً في سوريا.

وأبدى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس مخاوفه من أن هناك خطراً في أن يضر القرار بالحرب ضد داعش ويقوض النجاحات التي تحققت بالفعل.

وفي السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن انسحاب القوات الأمريكية لن يؤثر في إسرائيل.

وأضاف أنّ «إسرائيل ستواصل الحفاظ على أمنها والدفاع عن نفسها على الساحة السورية حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية منها».

وكشف أن «الإدارة الأمريكية أطلعته مسبقاً على قرار الانسحاب»، وأن الرئيس ترامب ووزير خارجيته أوضحا له أن «لديهما وسائل أخرى للتأثير في سوريا».

ميدانياً، حذّرت قوات سوريا الديمقراطية من أن قرار واشنطن بسحب قواتها يعطي تنظيم داعش «زخماً للانتعاش مجدداً».

واعتبر قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سيبان حمو أن قرار ترامب لم يكن مفاجئاً في مضمونه، لوجود بعض المؤشرات بشأنه خلال الفترة الأخيرة، إلا أنه أقر بأنه صدر «أسرع بكثير مما توقعه الجميع».

في غضون ذلك، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «حريت» التركية أن وزيري الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، والأمريكي مايك بومبيو أجريا محادثات هاتفية أمس، بعد إعلان واشنطن بدء سحب قواتها من سورية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن الأسبوع الماضي أن بلاده ستبدأ عملية عسكرية في شرق الفرات في سوريا في غضون أيام قليلة.

وهددت قوات سورية الديمقراطية بوقف العملية ضد تنظيم داعش وسحب قواتها إلى الشريط الحدودي في حال انطلاق عملية تركيا العسكرية.

وأكدت المصادر أن قيادة قوات سورية الديمقراطية تعتزم في حال بدء العملية العسكرية التركية، التي يجري التلويح بها في الشريط الحدودي ما بين نهري دجلة والفرات ومنطقة منبج، سحب جميع مقاتليها من الجبهات مع تنظيم داعش.