الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

«داعش» يركز على حرب العصابات والمفخخات

خسر تنظيم داعش الإرهابي معظم الأرض التي كان يحتلها، ولكنه عاد في 2018 بنسخة جديدة، عبر تنفيذ عمليات إرهابية وتفجيرات باستراتيجية الكر والفر وحرب العصابات، بعد فقد دولته المزعومة في سوريا والعراق.

وظهر التنظيم في عمليات إرهابية عدة استهدف بها قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور وقوات النظام في السويداء، وكذلك عمليات ضد الجيش في العراق، إضافة إلى عمليات اختطاف عدة في جنوب ليبيا بعد خسارته المناطق التي كان موجوداً فيها في سرت ودرنة.

ويعطي تغيير «داعش» جلده عما ظهر عليه في العام 2014 دلالة على أن التنظيم تراجع نحو أصله الأول والمنبع الذي خرج منه، وهو تنظيم القاعدة الذي يعتمد على أسلوب الهجوم الخاطف والتفجيرات عبر الخلايا العنقودية وليس المواجهة المباشرة، بحسب الباحث في شؤون التنظيمات الإرهابية منير أديب.


ويعطي الباحث في شؤون التنظيمات الإرهابية صلاح ملكاوي سبباً آخر لتغيير التنظيم تكتيكاته، بسعيه لفرض وجوده عبر عمليات، والقيام بعمليات لمصلحة أطراف معينة في حرب المتناقضات بغية صفقات خاصة.


وتوضح النقطة الأخيرة تركيز «داعش» في الفترة الأخيرة من عمله في سوريا على استهداف الأكراد، حتى يحقق لنفسه مصالح مع تركيا التي تحارب قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة.

ولعل خطورة تغيير «داعش» استراتيجيته تتمثل في أنه أصبح حالياً أكثر خطورة لحرصه على القيام بتفجيرات في أي منطقة، خصوصاً مع عودة مقاتليه الأجانب إلى دولهم الأصلية، واستخدام الحروب الإلكترونية، سواء في الدعاية أو التجنيد، بأن يقوم بإعطاء أوامر لمن يرغبون في الانضمام إليه بتنفيذ عمليات في دولهم، وهو ما حدث في عملياته في فرنسا أو بلجيكا عبر استخدام أسلوب الذئاب المنفردة في تنفيذ عملية إرهابية بشخص واحد أو عدد محدود من المنفّذين.