الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

وفاة شاهرودي تخلط أوراق «الخلافة» في إيران

وفاة شاهرودي تخلط أوراق «الخلافة» في إيران
بوفاة محمد هاشمي شاهرودي رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران وعضو مجلس صيانة الدستور يكون المرشد الإيراني علي خامنئي قد خسر واحداً من أكثر الثقات المقربين منه.. ما تسبّب في خلط أوراق ملف الخلافة في إيران.

وكان شاهرودي، الذي توفي أمس الأول وترأس القضاء خلال حملات قمع شرسة ضد المعارضين والصحافيين والناشطين، عن عمر ناهز 70 عاماً، أحد طلاب خميني وزميل خامنئي في الدراسة الفقهية قبل أن يدرس في النجف، التي ولد فيها في عام 1948، على يد محمد باقر الصدر وأبوالقاسم الخوئي، وتسلم بعض أقوى المناصب في إيران، آخرها رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام، كما كان أيضاً نائباً لرئيس مجلس الخبراء الذي يملك سلطة اختيار المرشد الأعلى.

وحسب رئيس مؤسسة العراق للإعلام والعلاقات الدولية صادق الموسوي فإن «شاهرودي لم يكن في يوم من الأيام منافساً لخامنئي ولم يفكر بخلافته كونه ينحدر من أصول عراقية وهذا ما جعل المرشد الإيراني يثق به ويعتمد عليه».


وقال الموسوي، الذي درس العلوم السياسية والفقه في جامعة طهران عبر الهاتف من لندن، إن «محمود هاشمي ينحدر من عائلة عراقية بالتجنس وحمل لقب شاهرودي بعد أن تخلى عن عراقيته وصار إيرانياًٍ في 1980»، منوهاً بأن «خامنئي اختاره ليكون رئيساً لمصلحة تشخيص النظام لمعرفته بعدم طموحه منافسته».


ووفق الدستور الإيراني فإن رئيس مصلحة تشخيص النظام هو من يخلف ولي الفقيه عند وفاته حتى يتم اختيار شخص آخر يشغل المنصب.

وكشف الموسوي عن أن «شاهرودي كان زار النجف في 2016 مبعوثاً من خامنئي وافتتح مكتباً هناك وقام بتوزيع الرواتب على طلبة الحوزة»، مشيراً إلى أن «المرجع الشيعي علي السيسستاني رفض استقباله في إشارة واضحة إلى رفض مرجعية النجف لولاية الفقيه، ذلك أن أي شخص يريد أن يفكر بالمرجعية يقوم بفتح مكتب في النجف يعني أنه أعلن عن تصديه لخلافة السيستاني». وأوضح أن «الشاهرودي كان يهدف إلى تقوية مكانة خامنئي والترويج له في النجف وهذا ما رفضته النجف مما دفع بشاهرودي إلى مغادرتها».

ولم يشاهد شاهرودي علناً منذ أشهر، وذكرت تقارير العام الماضي أنه خضع لعملية جراحية في ألمانيا اثر إصابته بأحد أنواع السرطان.

وشهدت الفترة التي ترأس شاهرودي السلطة القضائية بين عامي 1999 و2009 إصدار أحكام إعدام بحق المئات من النشطاء والمعارضين والعاملين بوسائل الإعلام الإصلاحية.

رحيل شاهرودي سيخلط أوراق من سيخلفه ومن سيخلف خامنئي، ذلك أن المرشد الإيراني لن يثق بسهولة بشخص يحل بمنصب رئيس مصلحة النظام، خصوصاً أن هناك أكثر من واحد يطمع بولاية الفقيه التي تتيح له القيادة السياسية والدينية لإيران، ثم إن رئيس مصلحة تشخيص النظام هو من سيتحكم بخلافة خامنئي. ويتوقع الموسوي أن تنشب خلافات عميقة بين الطامحين بمنصب ولي الفقيه.

وتحوم التوقعات حول وجود ثلاثة مرشحين لخلافة خامنئي، وهم: مجتبي خامنئي، نجل المرشد الحالي، وصادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية، إضافة إلى الرئيس الحالي حسن روحاني.