الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

عودة «السترات الصفراء» إلى الشارع في تحدٍ للحكومة الفرنسية

عودة «السترات الصفراء» إلى الشارع في تحدٍ للحكومة الفرنسية
يدعو المحتجون من «السترات الصفراء» في فرنسا إلى يوم تعبئة ثامن السبت لاستنهاض حركتهم بعد اعتقال أحد قادتهم المعروفين في الإعلام، في تحد للحكومة التي تندد بـ«العصيان» وتطالب بعودة النظام.

وفي أول تعبئة للعام 2019، دعا المحتجون إلى التظاهر في باريس والمقاطعات، غير آبهين للتنازلات التي قدمتها الحكومة والنقاش الوطني الكبير الذي يبدأ منتصف يناير لبحث المطالب. وأُعلن عن تحركين كبيرين في العاصمة، هما مسيرة من مقر البلدية إلى الجمعية الوطنية، وتجمع في جادة الشانزليزيه التي كانت مركزاً للاحتجاجات في أيام التعبئة السابقة. واعتقل إريك درويه، أحد قادة التظاهرات المثير للجدل، مساء الأربعاء قرب هذه الجادة وأوقف قيد التحقيق نحو عشر ساعات، ما أثار استنكار المعارضة والمحتجين الذين نددوا بإجراء «سياسي» وتوعدوا بأنهم «لن يقدموا أي تنازل».

استراتيجية جديدة


وسيشكل هذا «الفصل الثامن» من التعبئة اختباراً للحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي تهز الحكومة منذ شهر ونصف؛ والتي أبدت مؤشرات تراجع خلال السنوات الأخيرة. وأحصت وزارة الداخلية خلال «الفصل السابع» من التحركات في 29 ديسمبر 12 ألف متظاهر في جميع أنحاء فرنسا عند الظهر، بعدما أحصت 38600 متظاهر في 22 ديسمبر و282 ألفاً في 17 نوفمبر، في أول تعبئة لهذه الحركة التي انطلقت احتجاجاً على زيادة أسعار المحروقات قبل أن تتسع لتشمل سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون وأسلوبه في الحكم.


وفي مواجهة هذه الحركة الاحتجاجية الأولى من نوعها والتي أضعفت موقعه، أعلن ماكرون في 10 ديسمبر عن سلسلة تدابير أبرزها زيادة الحد الأدنى للأجور مئة يورو، ووعد في كلمته إلى الفرنسيين بمناسبة رأس السنة في 31 ديسمبر بإعادة فرض «النظام الجمهوري»، ولكن من غير أن ينجح في إخماد الحركة. وحذرت لجنة «فرنسا الغاضبة» الممثلة للمحتجين في رسالة مفتوحة إلى الرئيس تم بثّها مساء الخميس من أن «الغضب سيتحول إلى حقد إذا واصلت أنت وأمثالك اعتبار عامة الشعب مجرد بائسين ومتسولين وعديمي القيمة». وإزاء هذا التصميم على مواصلة التظاهرات، صعّدت الحكومة النبرة، وقال المتحدث باسمها بنجامين غريفو الجمعة إن هذه الحركة «أصبحت، بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون ناشطين، عملاً يقوم به مثيرو الشغب الذين يريدون العصيان والإطاحة بالحكومة». ودعا وزير الداخلية قادة الشرطة في مختلف المناطق إلى مواصلة إخلاء «مئات نقاط التجمع» المتبقية على الطرقات ولو بالقوة. واقترحت «فرنسا الغاضبة» على أنصارها أن يخلعوا السترات الصفراء السبت «وينزلوا إلى الشارع .. كمواطنين لا غير، وهم كذلك». ومنذ انطلاق الحركة، أصيب أكثر من 1500 شخص من جانب المتظاهرين بينهم 53 إصاباتهم خطيرة، ونحو 1100 من عناصر قوات الأمن، كما قتل عشرة أشخاص معظمهم في حوادث سير وقعت نتيجة قطع الطرقات.