الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

أردوغان «يتشبث» بالاستعمار العثماني من آسيا الوسطى إلى أوروبا وأفريقيا

أردوغان «يتشبث» بالاستعمار العثماني من آسيا الوسطى إلى أوروبا وأفريقيا
تراود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين الحين والآخر أحلام الإمبراطورية العثمانية، ولكن في هذه المرة باح أردوغان علناً بما يدور بداخله من أطماع استعمارية تركية، متوعداً بـ «التشبث» بما أسماه «ميراث الأجداد» الذي يمتد من آسيا الوسطى إلى أعماق أوروبا مروراً بسواكن السودانية، على حد زعمه.

ويعمل أردوغان منذ سنوات على التمدد في دول عديدة بالمنطقة لتحقيق تلك الأطماع التوسعية، مستغلاً التقارب الأيديولوجي مع جماعات الإسلام السياسي في تلك الدول. وبحجة محاربة الإرهاب خاض أردوغان عدة عمليات عسكرية في سوريا، كما أنه يحتفظ بقوات في العراق بذريعة مواجهة حزب العمال الكردستاني، وانكشفت أخيراً سفن الأسلحة التي ترسل من تركيا لميليشيات متشددة في ليبيا.

وقال الرئيس التركي في اجتماع حزبي أمس الأول، نقلت وكالة أنباء الأناضول مقتطفات منه «لهذا نتشبث بميراث الأجداد في كل مكان، بدءاً من آسيا الوسطى وأعماق أوروبا، إلى جزيرة سواكن في السودان. ولهذا أيضاً نستميت في الدفاع عن قضية القدس»، بحسب تعبيره.


وبذريعة مواجهة الإرهاب سيطر أردوغان على مناطق شمالي سوريا بالاعتماد على فصائل متشددة من المعارضة السورية.


وفي وقت مبكر من يناير الجاري، زار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، برفقة رئيس الأركان العامة ورئيس وكالة المخابرات، القوات العسكرية التركية المتواجدة على الأراضي السورية وبعث رسالة من عند ضريح سليمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية تفضح أطماع تركيا التوسعية.

ويحشد الأتراك قواتهم عند الحدود الجنوبية استعداداً لخوض عملية عسكرية جديدة في منبج شمالي سوريا، بعد إعلان واشنطن سحب القوات الأمريكية من هناك.

ورغم ذريعة الحرب على الإرهاب، فإن تركيا كانت مصدر المقاتلين المتشددين الذين توافدوا على سوريا والعراق للانضمام إلى داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية هناك.

وفي هاتين الدولتين ينشر أردوغان قواته ويوسع وجوده العسكري بحجة الدفاع عن حدود دولته الجنوبية من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة إرهابياً.

وتتمركز القوات التركية داخل شمال العراق، على بعد 30 كيلومتراً من الحدود، بذريعة استهداف مسلحي حزب العمال الكردستاني في معقلهم بجبال قنديل. وتشن بالفعل ضربات جوية عبر الحدود في شمال العراق.

وكثيراً ما طالبت بغداد أنقرة باحترام سيادة العراق، وعدم إثارة التوتر لأسباب داخلية تركية.