الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

رصاص التطرف يروع أكثر مدن العالم أمناً

رصاص التطرف يروع أكثر مدن العالم أمناً

دار أوبرا سيدني الأسترالية متّشحة باللون الفضي في لفتة تضامن مع ضحايا الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا الذي نفذه إرهابي يحمل الجنسية الأسترالية. (أ ف ب)

ساد الحزن مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية أمس بعد يوم من هجومين إرهابيين استهدفا مسجدين بالمدينة، وحصدا أرواح 49 من الأبرياء.

ويتساءل الجميع منذ صباح أمس لماذا وقع هذا الاعتداء الإرهابي المروع في بلد كان يعتقد أنه من ضمن أكثر دول العالم أمناً وسلاماً، وتعيش فيه أقلية مسلمة يشكلون واحداً في المئة من إجمالي السكان.

يأتي هذا البلد في جنوب المحيط الهادئ، الذي يشيد به المهاجرون المسلمون بوصفه «جنة على الأرض»، ثانياً بعد أيسلندا في مؤشر السلام العالمي.


لكن في غضون 36 دقيقة فقط بعد ظهر الجمعة، تغير المشهد في المدينة المسالمة، ففي بلد يتجول فيه الشرطيون عادة دون سلاح، يجد الآباء صعوبة في شرح تفاصيل ما حدث لأطفالهم، فيما يحاولون هم أنفسهم فهم الحادث.


ووقف حشد من الناس في لحظات صمت، بمفترق طرق، ضُرِبَ حوله طوق أمني، على بعد أمتار قليلة من «النور»، أحد المسجدين اللذين شهدا الهجوم الدموي على يد الإرهابي برينتون تارانت، في حين تقدم آخرون ليضعوا الزهور أو بطاقات التعازي، على أحد النصب التذكارية المؤقتة التي أقيمت في أنحاء المدينة.

وقال متخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات، طلب عدم ذكر اسمه، إنه تعود رؤية المصلين وهم يتوافدون على المسجد. ووصف الجالية المسلمة في كرايست تشيرش بأنها «هادئة ومسالمة للغاية».

وأضاف: «أعتقد أن رئيسة الوزراء (جاسيندا أردرن) أطلقتها بوضوح: هذا (الهجوم) لا يمثل كرايست تشيرش، هذه ليست نيوزيلندا».

ويقول إم دي ليدون بيسواس، إنه كان عادة يؤدي صلاة الجمعة في مسجد «النور»، ولكنه تأخر بعض الوقت عن صلاة يوم أمس عندما وقع الهجوم. وقد سمع دوي طلقات الرصاص عندما وصل بسيارته.

وأضاف بيسواس: «لم أصدق ما كان يجري داخل المسجد، كنت أعتقد أن نيوزيلندا دولة رائعة، وأنها آمنة».

وأوضح أنه شاهد العديد من الجثث على الأرض، وأصدقاء له وقد أصيبوا جراء إطلاق النار.

وأكد بيسواس، القادم من بنغلاديش ويعيش في نيوزيلندا منذ سبع سنوات، أنه لم يلحظ أبداً وجوداً لرهاب الإسلام (إسلاموفوبيا) منذ حضر إلى هنا، مضيفاً: «قبل أمس، كنا نجد في نيوزيلندا جنة». ويقول جريج عن الهجومين: «إن مثل هذا الشيء لا يحدث في نيوزيلندا الهادئة، قطعاً لا يحدث في كرايست تشيرش».

ويتوقع جريج أن تشهد نيوزيلندا تغيرات في أعقاب ما جرى أمس.