السبت - 27 يوليو 2024
السبت - 27 يوليو 2024

فايننشال تايمز: أردوغان يغامر بمستقبل تركيا بالتدخل في إدارة الاقتصاد

حذّرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أنه يخاطر بمستقبله السياسي، بعد تدخله الفج في إدارة اقتصاد البلاد، من خلال إقالة محافظ البنك المركزي.

وأقال أردوغان، السبت، محافظ المصرف المركزي مراد تشيتن قايا، وعيّن نائبه مراد أويسال مكانه، وهو ما اعتبرته الصحيفة البريطانية بمنزلة ضربة لاقتصاد تركيا «الهش».

وقالت الصحيفة إن «الرئيس التركي يلعب بالنار، ويخاطر بمنصبه في حال تسبب بانهيار الاقتصاد في البلاد». وفي افتتاحيتها، أمس، بعنوان «أردوغان يوجه ضربة لاقتصاد تركيا»، قالت الصحيفة إنه بعدما تعرض أردوغان لأكثر من خسارة في صناديق الاقتراع، كان يجب عليه توخي الحذر في قراراته، لا سيما تلك المتعلقة «باقتصاد البلاد الهش».


وكان أردوغان قد تلقى صفعة قوية بعد خسارة حزبه الحاكم العدالة والتنمية، رئاسة بلدية إسطنبول لمصلحة مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، الشهر الماضي.


واعتبرت الصحيفة أن خسارة إسطنبول ضربة موجعة لأردوغان الذي بدأ مشواره السياسي في بلدية إسطنبول التي كان يترأسها، منذ 25 عاماً.

وذكرت الصحيفة، أمس، أن قرار الرئيس التركي «المتهور» بإقالة محافظ المصرف المركزي يثبت أنه «لن يخفف من ميوله الاستبدادية أو كبح جماح سياسته الاقتصادية غير التقليدية».

وكشف قرار عزل محافظ البنك المركزي التركي، عن حجم الخلاف بين أردوغان وتشيتن قايا بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة لإنعاش الاقتصاد الذي أصابه الركود.

وانكمش الاقتصاد التركي بشدة للربع الثاني على التوالي مطلع العام الجاري، فيما نالت أزمة العملة وارتفاع معدل التضخم وأسعار الفائدة من الإنتاج الكلي بشكل كبير.

ويقوض استغلال أردوغان سلطاته التنفيذية في عزل محافظ البنك المركزي، بشكل محتمل، استقلال البنك المركزي قبل أسابيع قليلة من اجتماعه المقرر بشأن سياسته النقدية.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» نقلاً عن مسؤول تركي قوله إن أردوغان قال في اجتماع مغلق بعد إصدار القرار مع نواب من حزبه الحاكم إن السياسيين والبيروقراطيين كلهم يجب أن يساندوا قناعته بأن أسعار الفائدة المرتفعة تتسبب في التضخم، كما هدد أردوغان بعواقب لأي شخص يعارض سياسات الحكومة الاقتصادية، حسب ما قال المسؤول.

ويعقد مجلس إدارة البنك في 25 يوليو الجاري اجتماعه الشهري لبحث السياسة النقدية.

كما نقلت «بلومبرغ» عن الخبير الاستراتيجي في تيليمر حسنين مالك، قوله إنه «ما من أحد سيكون راضياً بعد هذا التغيير»، موضحاً أنه «إذا قام البنك المركزي بتخفيض أسعار الفائدة، فسوف يضر ذلك بالمصداقية أكثر ويقوض الثقة في الاقتصاد».

هبوط الليرة وتراجع السندات

هبطت الليرة التركية، أمس، اثنين في المئة مقابل الدولار، لتسجل 5.7620 ليرة للدولار، في ظل مخاوف المستثمرين إزاء تأثير إقالة محافظ البنك المركزي في استقلالية البنك. وانخفضت الليرة نحو ثمانية في المئة منذ بداية العام، بعد أن هوت 30 في المئة العام الماضي خلال أزمة عملة، وانخفض المؤشر الرئيس للأسهم 1.5 في المئة مع تراجع قطاع البنوك 2.3 في المئة.

وتراجعت السندات الحكومية التركية المقومة بالدولار، في شتى الآجال، حيث تراجعت إصدارات 2020 و2030 و2041 بنحو سنت في التعاملات المبكرة.