الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

«بزات جديدة» .. كلمة السر في عودة البشر إلى القمر

«بزات جديدة» .. كلمة السر في عودة البشر إلى القمر

المهندس بابلو دي ليون

يُطوّر مهندس فضاء أرجنتيني نموذجين من البزات للقمر والمريخ، سعياً لمواكبة طموح وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لإرسال رواد إلى القمر بحلول عام 2024.

ويوضح المهندس بابلو دي ليون الذي يعمل مديراً لمختبر تموله «ناسا» مكرس للرحلات المأهولة في جامعة داكوتا الشمالية «لا تملك ناسا حتى الآن البزات لأن قرار الذهاب إلى القمر في 2024 اتخذ فجأة على ما يبدو».

بزات من 1977


ويؤكد أنه «من جهة، ثمة أمر بالذهاب إلى القمر في 2024، ومن جهة أخرى لم يتم تطوير بزات فضائية منذ عام 1977».


وبالفعل صممت البزات التي يستخدمها الأمريكيون في محطة الفضاء الدولية لعمليات خروج إلى الفضاء، في السبعينات وهي تخضع لتصليحات منذ ذلك الحين. ولم يبق منها سوى حفنة صالحة للاستخدام.

وتركز ناسا في هذه الفترة على تطوير الصاروخ والمركبة والمسبار الذي سيحط على سطح القمر لنقل الرواد. أما اختيار البزات فيأتي لاحقاً.

بدوره، يرى المهندس الأرجنتيني أن الميزانية الحالية المخصصة لناسا والبالغة 21 ملياراً في السنة ليست كافية لتسريع العمل. ويرى أن هدف 2024 «متفائل نوعاً ما».



مواصفات خاصة للبزات

ويعمل بابلو في مختبره على تطوير البزة «أن دي أكس-1» للمريخ «وأن دي أكس-2» للقمر.

ويؤكد أن البزة «معقدة مثل المركبة الفضائية» إذ ينبغي أن توفر للرواد البيئة نفسها من حرارة وضغط ورطوبة وحماية من الإشعاعات، فضلاً عن التواصل والطاقة.

ويضيف «يجب أن تتمتع البزة بكل هذه المواصفات». وينبغي توفير نوعين من البزات، تلك المخصصة للتحليق في الفضاء الخارجي لتصليح عطل خارجي وأخرى للمشي في عالم مختلف.

وفي حالة انعدام الجاذبية تكون البزة شبه جامدة فوق مستوى الخصر، ويؤكد بابلو دي لوين «القدمان لا تنفعان بشيء».

لكن على القمر والمريخ، يفترض بالرواد أن يسيروا ويجب أن تكون بزاتهم خفيفة ومرنة بما يكفي ليتمكنوا من التقدم والرجوع والقفز والانحناء واستخدام أدوات.

غبار مثل الزجاج

ومن أبرز المشكلات التي يسعى المهندس وفريقه لحلها مشكلة «الغبار القمري»، حيث أن هذا الغبار قاطع جداً، ويدخل الطبقات العليا للبزات ويقص مثل الزجاج.

ويقول الخبير «تتمزق البزات في غضون ثلاثة أيام».

ودامت أطول مهمة لأبولو على سطح القمر 75 ساعة، إلا أن الرواد لم يكونوا خارج الكبسولة طوال الوقت.

وعلى الأرض، يقول بابلو دي ليون إن ظاهرة التعرية «أسهمت في تدوير الحجارة والرمل والغبار خلال ملايين السنوات»، لكن القمر لا يشهد ظاهرة التعرية «فالحصى حتى المتناهية الصغر منها مشحوذة جداً وتقطع النسيج مثل المنشار».

أما على المريخ، حيث يأمل الأمريكيون إرسال مهمة في ثلاثينات القرن الحالي، فتحوي التربة البيركلورات السام للبشر. ويؤكد «يجب عزل كل ما كان على تماس مع الخارج ما إن ينزع الرواد بزاتهم».

وينتظر مركز بابلو دي ليون ومراكز أخرى في الولايات المتحدة معلومات من ناسا التي لم تبرم أي عقد بعد بشأن البزات. ولم تحدد أي مهلة حتى الآن لهذا الغرض.