الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

سياسي إصلاحي يكشف أسرار الفساد في «إمبراطورية خامنئي»

سياسي إصلاحي يكشف أسرار الفساد في «إمبراطورية خامنئي»

متظاهر يدهس صورة خامنئي خلال احتجاج أمام سفارة إيران في تبليسي (د ب ا)

في تصريحات غير مسبوقة، كشف الناشط الإصلاحي والسياسي الإيراني المخضرم «بهزاد نبوي» أن 4 مؤسسات مالية مرتبطة بالمرشد الأعلى علي خامنئي تسيطر على نحو 60% من الثروة الوطنية الإيرانية.

ويعتبر بهزاد نبوي، أحد المطلعين على أسرار النظام الإيراني حيث عمل في منصب نائب المتحدث باسم البرلمان في فترة التسعينات قبل أن يتم إقصاؤه لتوجهاته الإصلاحية.

وقال "نبوي" في مقابلة مع موقع "أليف" المحافظ، ونقلها موقع راديو أوروبا الحرة المتخصص في الشأن الإيراني، إن 60% من الأصول الوطنية الإيرانية مملوكة لمؤسسة المقر التنفيذي لمرسوم الإمام المعروفة اختصاراً بـ(EHID)، ومؤسسة "آستان- القدس" في مشهد أو (Astan-e Qods)، ومؤسسة "مصطفان" التي تعمل مباشرة تحت قيادة خامنئي ومكتبه، ومؤسسة "خاتم الأنبياء" التابعة للحرس الثوري الإيراني التي يشرف عليها خامنئي بشكل غير مباشر باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية.


وأضاف نبوي خلال المقابلة التي نشرت أمس الأول، إن هذه المؤسسات تعمل خارج اختصاص الإدارة الرئاسية والبرلمان الإيراني.


وتمتلك EHID ما قيمته 95 مليار دولار من العقارات المصادرة وغيرها من الأصول بما في ذلك العديد من الشركات، وفقاً لتحقيق استقصائي أجرته وكالة رويترز عام 2013. و"مؤسسة مصطفان"، هي مؤسسة تمتلك عشرات المصانع وعشرات الشركات المالية بالإضافة إلى العديد من الممتلكات العقارية في مختلف أنحاء إيران.

و"آستان- القدس"، هي واحدة من أغنى الكيانات الإيرانية التي تمتلك أراضي زراعية واسعة والعديد من المصانع والشركات والمؤسسات المالية. وفقاً لتقديرات الوقف الديني فهي تمتلك 43٪ من العقارات في مدينة مشهد.

أما مؤسسة خاتم الأنبياء، فهي الجناح المالي للحرس الثوري الإيراني الذي له الحق في الموافقة على جميع عقود الدولة التي يتم منحها للقطاع الخاص وينشط في جميع الشؤون المالية من البناء والصناعة النفطية إلى الإنتاج المصرفي والسينمائي.

وقال التقرير الذي نشره راديو أوروبا الحرة في نسخته الإنجليزية، إنه لم تٌنشر أي أرقام حول الأنشطة المالية والميزانية العمومية لهذه الكيانات الاقتصادية الكبيرة خلال العقود الـ4 الماضية، ولم يقم مجلس الخبراء المكلف بنشر تقاريرها المالية بذلك. وكثيراً ما اشتكت إدارة الإيراني حسن روحاني من أن هذه المؤسسات لا تدفع ضرائب على الرغم من أنها تحقق أرباحاً ضخمة.

وأدى الافتقار إلى الشفافية إلى انتشار الفساد وعدم الكفاءة في إدارة الاقتصاد الإيراني، الذي تسبب في أن موارد الدولة الهائلة من النفط لم توفر فرص عمل كافية، وضعف النمو. وأشار التقرير إلى أن العقوبات الأمريكية زادت من تعقيد الأمور، لكن البلاد تعاني من مشاكل هيكلية بالأساس.

وأوضح نبوي في حديثه إلى أليف، أن النقد يجب ألا يقتصر على أداء الفصيلين السياسيين الرئيسيين الإصلاحيين والمحافظين، مضيفاً أنه "بناءً على القانون الدستوري، تتمتع الإدارة بما يتراوح بين 10 و20 من سلطتها القانونية فقط. لذا يجب أن تكون مسؤوليتها متناسبة مع ذلك.

واشتكى الرئيس حسن روحاني مرتين خلال شهر مايو الماضي من سلطته المحدودة وتدخل المسؤولين الآخرين في الشؤون التنفيذية، قائلاً: "ما هي المسؤولية التي تطلبونها من شخص ليس لديه سلطة؟". وهي التصريحات التي جلبت له نقداً لاذعاً من جانب المحافظين.

وخلال العامين الماضيين، خرج العديد من المقربين من النظام من مؤيدي خامنئي السابقين للتشكيك في جوهر نظام الحكم الحالي في إيران، حتى أن بعضهم طالب بتنحي خامنئي.

وقال نبوي، إن هناك صراع سلطات داخل الحكومة الإيرانية، وإن هناك أجهزة تحاول عرقلة عمل أجهزة أخرى بأي وسيلة مثلما حدث عندما وقعت مؤامرة تفجير تجمع المعارضة الإيرانية في باريس في يوليو 2018 التي تزامنت مع زيارة روحاني إلى أوروبا في مهمة ودية.