السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

هل يصبح «أبودجاج» أصغر رئيس أمريكي؟

فجّرت نتائج الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح ديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل في الولايات المتحدة، مفاجأة بالنسبة لكثير من مراقبي الشأن السياسي الأمريكي، حيث أظهرت تقدم أصغر المترشحين في السباق الديمقراطي على منافسيه ذوي الأسماء الكبيرة في عالم السياسة.



ونجح المترشح بيت بوتيجيج (37 عاماً) بنحو 27%، في انتخابات الحزب في ولاية آيوا المنظمة الثلاثاء، متفوقاً على كل من بيرني ساندرز، وإليزابيث وورن، وكذلك على نائب رئيس الولايات المتحدة السابق جو بايدن.

وأعاد هذا الخبر تشكيل خريطة التوقعات المتعلقة باحتمالات الفوز بالمنصب الرئاسي في الولايات المتحدة مع نهاية العام الجاري، حيث إن الشاب، الذي يتولى حالياً منصب رئيس بلدية ساوث بند في إنديانا، حظي بشعبية واسعة لفتت انتباه غالبية المحللين، منذ أن قرر الترشح للرئاسيات.

وحسب استطلاعات سابقة للرأي احتل بوتيجيج موقعاً متقدماً ضمن المرشحين الديمقراطيين لانتخابات 2020.

7 لغات

وبالعودة إلى حياته الخاصة، نكتشف أن أصول هذا الشاب تمتد لجزيرة مالطا في البحر الأبيض المتوسط، حيث قدم والده الأستاذ الجامعي إلى أمريكا في السبعينيات، وعاني من العنصرية بسبب لون بشرته ولكنته الخاصة، حسب صحيفة «تايم أوف مالطا».

ويٌثبت الاسم العائلي للفتى «بيت» أصله المالطي بشكل واضح، حيث إن «بوتيجيج» ليست سوى «أبو دجاج» وهي الكنية التي عُرفت بها عائلة السياسي الأمريكي الشاب في الجزيرة على امتداد قرون من الزمن.

وتقول لـ«الرؤية» الباحثة المالطية فيينا غلوريان بونيللو إن اسم العائلة ينقسم إلى مقطعين «بو» ويحمل المعنى العربي «أبو» أي صاحب أو مالك، فيما يعني المقطع الثاني «دجيج» «الدجاج» في اللغة المالطية.

وتشير بونيللو إلى أن الاسم يعود إلى عائلة تسكن جزيرتي مالطا وغوزو، خصوصاً في حي الهمرون قرب العاصمة «فالتا»، لافتة إلى أن الكثير من الأسر في المنطقة عرفت في التاريخ بتربية الحيوانات الأهلية وامتلاك المداجن.

وتتفاوت الآراء حول أصل اللغة المالطية التي تشترك مع العربية في الكثير من المفردات، فيما يرى عدد من المختصين أنها ليست سوى لغة عربية مشتقة من «العربية الصقلية» التي انتشرت إبّان الحكم الإسلامي لجزيرتي صقلية ومالطا وجنوب إيطاليا في الفترة بين القرنين الـ9 والـ4 الميلاديين.

وربما أسهم هذا التنوع اللغوي في تقوية نزعة حب تعلم اللغات لدى الشاب الأمريكي ـ المالطي، حيث تشير بعض المصادر إلى أنه يتحدث نحو 7 لغات من بينها العربية.



نقاط القوة والضعف

ويمتلك بوتيجيج أو أبودجاج، خريج جامعة هارفارد، عدة نقاط قد تسهم وفق خبراء في الشأن الأمريكي في دعم صعوده، من بينها حداثة سنه وانفتاح خطابه على كافة الشرائح الاجتماعية في أمريكا، إضافة إلى الدعم المالي الذي تلقته حملته منذ البداية، حيث وصلت قيمته إلى 7 ملايين دولار في الربع الأول من العام المنصرم.

كذلك حصد بيت المرتبة الأولى مرتين على قائمة نيويورك تايمز لأفضل الكتب الواقعية مبيعاً بفضل مذكراته الشخصية «أقصر الطرق إلى الوطن» وهو ما لم يحدث مع أي من منافسيه في السباق الانتخابي الحالي.

إلاَ أنه في المقابل هناك عدة عوامل قد تقف عائقاً أمام وصول أصغر مترشح إلى البيت الأبيض أو حتى حصوله على تزكية الديمقراطيين لمنافسة المرشح الجمهوري المقبل، يتعلق الأمر هنا بميول «بوتيجيج» الجنسية حيث لا يخفي الشاب «مثليته» وهو ما أدى إلى رفض بعض مناصريه مواصلة دعمه.



كذلك يعد عامل الخبرة مهماً جداً بالنسبة للكثير من الأمريكيين، وهو ما قد يفتقده بوتيجيج، إضافة إلى تواضع الإمكانات المادية لحملته مقارنة مع المرشحين الكبار من وزن مايكل بلومبيرغ ودونالد ترامب.

بدوره، يؤكد لـ«الرؤية» المحلل السياسي المقيم في الولايات المتحدة جعفر سيد، أنه من المستبعد أن يخوض بوتيجيج الانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، على الرغم من أن الفوز بولاية آيوا يضمن دائماً للمرشح الفوز بتزكية الديمقراطيين، حيث تكرّر هذا الأمر في الانتخابات الأربع الماضية.

وأشار جعفر في الوقت ذاته إلى أن الفوز بترشيح الحزب سيتضح بعد ما يعرف بالثلاثاء الكبير (3 مارس المقبل) الذي ستصوت فيه أكثر من 10 ولايات على مرشح الحزب.

ولفت إلى أنه من المتوقع أن تنحصر المنافسة الحقيقية بين السياسيين الكبار من وزن جو بايدن وبيرني ساندرز، مشيراً إلى أن قضية ميول المرشح الشاب الجنسية ودعمه لزواج مثليي الجنس، قد تؤثر بشكل كبير على قبوله على المستوى الشعبي داخل المجتمع الأمريكي.