لا يعتبر الهجوم المسلح الأخير الذي نفذه جندي تايلاندي داخل إحدى المجمعات التجارية، هو الأول من هذا النوع، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصاً وإصابة 57 آخرين، بحسب ما أعلنته السلطات التايلاندية مؤخراً.
فهناك تاريخ من الهجوم المسلح الذي ضرب العديد من البلدان حول العالم، وخاصة في الفترة الأخيرة حيث ازدادت وتيرة هذا النوع من الحوادث، وبعضها يأتي لأسباب نفسية، وبعضها لأفكار متطرفة، وبعضها مجهولة الأسباب.
نيوزيلندا، هجوم كرايستشيرش
على غرار ماقام به منفذ هجوم تايلاند بعد أن وثّق هجومه بفيدوهات، وصور بثها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، نفذ إرهابي أسترالي يُدعى بينتون تارانت، هجوماً مسلحاً في الـ15 من مارس 2019، على مسجد النور في مدينة كرايستشيرس، وقام بتوثيقه ببث مباشر على الفيسبوك أيضاً.
وأقدم المسلح على فتح النار على المصلين، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وكان السبب هو أن منفذ الهجوم يتنبى الأفكار المتطرفة ومن دعاة تفوق العرق الأبيض.
بريطانيا
سجّلت مدينة لندن البريطانية عدداً من هذه الحوادث، حصلت جميعها في فترة زمنية متقاربة مؤخراً.
وفي نوفمبر 2019 هاجم رجل كان يرتدي سترة ناسفة مزيفة عدداً من الأشخاص، طعناً بالسكين عند جسر لندن، وكان حصيلة الضحايا مقتل شخصين وإصابة ثلاثة.
وكشفت السلطات البريطانية أن منفذ الهجوم، ويُدعى صادق خان، قُتل رمياً بالرصاص من قبل الشرطة بعد تنفيذ الهجوم، وهو من متبني الفكر المتطرف، وحُكم عليه بالسجن بتهمة الإرهاب بوقت سابق، إلا أنه أُطلق سراحه قبل إتمام العقوبة.
وفي فبراير الجاري، حدثت عملية هجوم مسلحة مماثلة، قام بتنفيذها شاب عشريني يُدعى سوديش أمان، وكان قد خرج من السجن مؤخراً.
وقال شهود: إن الرجل كان يحمل سلاحاً أبيض، وقال أحدهم: إنه كان يرتدي سترة بها عبوات فضية اللون.
ألمانيا
لم تُستثنَ ألمانيا من هذه الحوادث أيضاً، ففي أكتوبر 2010 قُتل شخصان في حادث إطلاق نار في شرقي ألمانيا، وقع بالقرب من كنيس يهودي في مدينة هالة.
وفي يونيو 2016 قام مسلح بهجوم على استهدف قاعة للسينما في مدينة فرنهايم، وأصاب مابين 20 و50 شخصاً، وقامت القوات الخاصة بقتل المسلح بطلق ناري، ورجحت السلطات حينها بأنه قد يكون مضطرباً عقلياً.
بلجيكا
وفي فبراير الجاري أيضاً، وبعد حادثة لندن الأخيرة بساعات، أطلقت الشرطة البلجيكية النار على امرأة وأصابتها في ذراعها، بعد أن هاجمت شخصين بواسطة سكين أسفر عن تعرضهما لإصابات في مدينة غالي شمال بلجيكا.
ولم تصرح السلطات البلجيكية عن السبب وراء الهجوم، على الرغم من تحقيقهم مع منفذته.
فرنسا
في يونيو الماضي شن مسلح هجوماً على مسجد في مدينة بريست غربي فرنسا، أسفر عن إصابة الإمام وشخص أخر وانتحر بعدها.
وكان المنفذ قد أطلق النار أمام المسجد على الضحايا، ثم لاذ بالفرار، لتجد الشرطة جثته في حي مجاور، بعد أن أطلق النار على رأسه.
أمريكا
كان لأمريكا النصيب الأكبر من حوادث الهجوم المسلح، حيث شهدت الولايات المتحدة الأمريكية في الأعوام القليلة الماضية، وبشكل متكرر العديد من عمليات إطلاق النار بمختلف ولاياتها:
لاس فيغاس
شهدت ولاية لاس فيغاس في أكتوبر 2017 هجوماً دامياً نفذه ستيفن بادوك (64 عاماً)، حيث قام الجاني بإطلاق النار من الطابق الـ32 لفندق ماندالاي باي، على حشد أسفل المبنى أثناء حضورهم حفلة موسيقية، وأسفر هجومه عن سقوط 58 قتيلاً و500 جريح.
وتبنى تنظيم داعش الإرهابي هذا الهجوم الشنيع، الذي أوقع أكبر عدد من القتلى في حادثة من هذا النوع في تاريخ الولايات المتحدة، لكن الشرطة الأمريكية لا تملك، حتى اليوم، أي دليل يربط بين بادوك الذي انتحر، والتنظيم الإرهابي.
ولاية فلوريدا
قام أمريكي من أصل أفغاني يُدعى عمر متين (49 عاماً) بتنفيذ هجوم داخل نادي لمثليي الجنس في أورلاندو بولاية فلوريدا في 2017 وأصاب 50 بجروح في حين قتل 49 شخصاً.
وبعد 3 ساعات من المفاوضات، اقتحمت قوات الأمن المكان وقتلت المهاجم، وتبنى تنظيم داعش الإرهابي الهجوم، بعدما أعلن المهاجم مبايعته التنظيم الإرهابي.
المدرسة الابتدائية في ساندي هوك
في الحادي من ديسمبر لعام 2012، نفذ شاب هجوماً نارياً استهدف مدرسة ابتدائية في ساندي هوك في نيوتاون، وقتل 26 شخصاً منهم 20 طفلاً ثم انتحر.
كنيسة ساذرلاند في تكساس
نفذ رجل هجوماً في كنيسة ساذرلاند في تكساس في الخامس من نوفمبر 2017، خلال القداس، راح ضحيته 25 شخصاً وأصيب نحو 20 شخصاً، وعثرت الشرطة على جثته في سيارته لاحقاً.
باركلاند، فلوريدا
في يوم عيد الحب الموافق 14 فبراير 2018 قام شاب يُدعى نيكولاس كروز (19 عاماً) بإطلاق النار في مدرسة في باركلاند جنوب شرق فلوريدا ما أدى إلى مقتل 17 شخصاً.
سان برناردينو، كاليفورنيا
قام زوجان متطرفان من أصل باكستاني بإطلاق النار خلال حفل بمناسبة عيد الميلاد في سان برناردينو (غرب كاليفورنيا) راح ضحيته 14 قتيلاً و 22 جريحاً.
فرجينيا بيتش
في 31 مايو 2019 هاجم موظف يعمل في المرافق العامة، مجمعاً حكومياً في مدينة فرجينيا بيتش، بسلاح آلي، وأسفر الهجوم عن مقتل 12 شخصاً وقتل منفذ الهجوم البالغ من العمر 40 عاماً بعد اشتباك مع الشرطة.
أورورا
في 20 يوليو 2012 اقتحم شاب مسلح إحدى دور السينما في مدينة أورورا، وأطلق النار على الحاضرين خلال عرض فيلم باتمان، وراح ضحية الهجوم 12 قتيلاً و70 جريحاً، وحُكم على منفذ الهجوم جيمس هولمز في أغسطس 2015 بالسجن المؤبد، بدون إمكانية الإفراج عنه.
كنيس بيتسبرغ
في الـ27 من أكتوبر 2017 قُتل 11 شخصاً برصاص شخص معادٍ للسامية، يبلغ 46 عاماً، ما أدى إلى إثارة الهلع داخل كنيس «شجرة الحياة» في بيتسبرغ، ووجهت إلى روبرت باورز منفذ الهجوم 29 تهمة، وقد يحكم عليه بالإعدام.
مدرسة سانتا في الثانوية
في الـ18 من مايو 2018 قام تلميذ يبلغ من العمر 17 عاماً بقتل شخصين بالغين وثمانية قاصرين في مدرسته الثانوية، في سانتا في بولاية تكساس الأمريكية، ووُجهت إلى ديمتريوس باغورتزيس تهمة القتل التي تصل عقوبتها إلى الإعدام في هذه الولاية.
وقد استخدم بندقية ومسدساً، وهما قطعتا سلاح يملكهما والده بشكل قانوني، بحسب السلطات.
صحيفة «ذا كابيتال» في أنابوليس
في الـ28 من يونيو 2018، قُتل 5 أشخاص على الأقل في قاعة تحرير صحيفة «ذا كابيتال» ونسختها الإكترونية «ذا كابيتال غازيت» في أنابوليس بولاية ماريلاند، وقالت السلطات: إن المنفذ استخدم بندقية، وتم توقيفه في المكان واستجوابه من قبل الشرطة، لكن لم تُعرف هويته ودوافعه على الفور.