الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«مخيمات شمال إدلب».. نقص في المساعدات وظروف معيشية مأساوية

محمود علي ـ إدلب

يعاني سكان مخيمات النزوح الداخلي في شمال سوريا أوضاعاً معيشية صعبة بسبب قلة المساعدات الدولية التي تصلهم وعدم توفر الأساسيات الضرورية التي يحتاجون إليها في حياتهم اليومية.

في خيمة صغيرة لا تمنع برد الشتاء القارس، جلس


أبومحمد العبدو (44 عاماً) حول مدفأة متهالكة ليحكي


لـ«الرؤية»كيف يدبر أمور الحياة اليومية لأسرته المكونة من زوجة و3 أطفال في ظل هذه الظروف الصعبة. ويقول أبومحمد: «قبل النزوح كنت أسكن في منزل مكوّن من 4 غرف في إحدى بلدات جبل الزاوية جنوب إدلب، أما اليوم فالخيمة هذه هي غرفة الجلوس والنوم والحمام والمطبخ». في زاوية الخيمة يوجد غاز طبخ صغير، بالقرب منه أوانٍ بسيطة للطهي، وفي زاوية أخرى تم ترتيب فراش النوم، ليبقى هناك متسع صغير للجلوس أوقات النهار. توجد الخيمة التي اشتراها الأب السوري بنحو 45 ألف ليرة سورية (نحو 50 دولاراً)، في تجمع مخيمات «أطمه» على الحدود التركية السورية شمال إدلب، الذي أنشأ قبل نحو 3 أعوام، ويعتبر من أكبر مخيمات الشمال السوري من حيث عدد النازحين الذي بلغ وفق آخر إحصائية أكثر من 73 ألف نسمة، ويتناوب على دعمه عدة منظمات إنسانية محلية ودولية.

نُصبت الخيمة في أراض زراعية تتحول إلى بركة من الطين مع هطول الأمطار مما يزيد من صعوبة التحرك وخروج الأسرة لقضاء حاجياتها وكذلك صعوبة وصول صهاريج الماء، مما يضطره وزوجته وجيرانهم إلى نقل حاويات المياه مشياً على الأقدام من آخر نقطة تصل إليها الصهاريج. ويتابع أبومحمد «في السابق كنت أعمل في مجال الزراعة وتقطيع الأحجار في المنازل والمزارع، وكانت أوضاعي جيدة وأتدبر أمور معيشة أطفالي وأوفر بعض المال، أما اليوم وبسبب أوضاع الحرب فقد توقف عملي، وأجد نفسي بلا مصدر رزق، والآن بات تأمين متطلبات الحياة أصعب من تقطيع الحجر».

أوضاع أسرة «أبو محمد» تلخص أوضاع الكثير من النازحين في مخيمات شمال إدلب، فمع ظروف الحرب شُلّ الكثير من المهن وأصبح الرجال جلساء المنازل دون فرص عمل، ما أثر بشكل مباشر في حياتهم ودفعهم للقيام بمهن لم يكونوا يعرفونها من قبل كجمع النفايات للتدفئة في فصل الشتاء أو انتظار المساعدات الدولية.

تقدم عدة منظمات غير حكومية ومنها منظمة عطاء، وهي جمعية سورية غير ربحية، مساعدات غذائية ضمن برنامج الغذاء العالمي إلى عدة مخيمات شمال إدلب، ويستغل سكان هذه المخيمات السلة لتوفير 40% تقريباً من احتياجاتهم الشهرية من الغذاء، بحسب تصريح أحمد العلي مدير قطاع في مخيم «أطفالنا تناشدكم» ضمن تجمع مخيمات أطمه، لـ«الرؤية». ويضيف العلي أن الناس يلجؤون إلى بيع القسم غير الضروري من السلة في كل شهر لشراء بعض المستلزمات التي لا توجد بالسلة، وفي بعض الأحيان يبيعونها كاملة حيث يصل ثمنها إلى 25-30 ألف ليرة سورية. ولتوفير باقي الاحتياجات يقوم البعض بأعمال بسيطة كبيع الخبز مثل «أبو حسن» الذي تحدث إلينا مشيراً إلى أنه يكسب من عمله هذا نحو 1500 ليرة سورية، ولفت إلى أنه عمل سابقاً في بيع الشاي والقهوة على طريق باب الهوى إدلب، وعمل كذلك في جمع البلاستيك وبيعه للناس لتوفير احتياجات أسرته المكونة من 5 أفراد.