السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

حماس والجهاد.. نوايا خفية لاستمرار الانقسام تخدم مخططات صفقة القرن

حماس والجهاد.. نوايا خفية لاستمرار الانقسام تخدم مخططات صفقة القرن

غزة تحت حكم قوة سلاح حماس.

تعمدت حركتا حماس والجهاد إفشال الجهود الأخيرة للمصالحة الفلسطينية، عبر اشتراطهما حضور فصائل فلسطينية صغيرة لاجتماع مع حركة فتح بقيادة الرئيس محمود عباس، عند زيارتهم غزة من أجل إنهاء الانقسام، وتشكيل جبهة فلسطينية موحدة في وقت تمر به القضية الفلسطينية بمنعطف خطير، مع إعلان صفقة القرن الأمريكية، بحسب محللين .

وفشلت محاولات عضوي وفد فتح: إسماعيل جبر، وروحي فتوح، في التوصل لاتفاق مع حركة حماس في إتمام إجراء وترتيبات قدوم الرئيس عباس لغزة، وعقد لقاء منظمة التحرير الفلسطينية هناك لمواجهة صفقة القرن، وعادا، الأربعاء الماضي، إلى رام الله بعد 6 أيام من التشاور من قادة حماس بغزة.

وحاولت حماس التنصل من مسؤولية إفشال ترتيبات المصالحة، قائلة على لسان القيادي بالحركة: إسماعيل رضوان «رحبنا بقدوم عباس ووفد فتح إلى غزة للقاء جميع الفصائل الفلسطينية، لكنهم ردوا علينا، نريد لقاء ثنائياً فقط».

لكن ماجد الفيتاني أمين سر المجلس الثوري لفتح، فند حجج حماس قائلاً «إن الادعاءات التي تتحدث عنها حماس بأننا اشترطنا عقد لقاء ثنائي، غير صحيحة على الإطلاق، بل إنها حاولت الزج بأطراف أخرى من أجل تعويم الملف، من خلال عقد اجتماع عام يضم شخصيات وقوى في قطاع غزة، ليست مدرجة ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، الإطار الرسمي الذي يمثل الحالة الفلسطينية».



ومن جهته، قال مسؤول المكتب الإعلامي لدى حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب «إن وفد حركة فتح الذي زار غزة لم يكن يحمل نوايا حقيقية لإنهاء الانقسام، بسبب رفضه انضمام كل الأحزاب الموجودة بغزة في لقاء منظمة التحرير».


وأضاف أن الأحزاب التي تطالب حماس بضرورة حضورهم لقاء منظمة التحرير، هم «حركة الأحرار، وحركة المجاهدين، ولجان المقاومة الشعبية»، وكلها حركات لا تشكل أي ثقل في الإطار السياسي أو الشعبي، وفي تفسيره لموقف حماس، قال المحلل السياسي، المختص في الحركات الإسلامية خالد صافي، إن مماطلة حماس في عقد لقاء فلسطيني داخلي، عبر اشتراط إقحام أحزاب، هي وليدة صناعتها السياسية ضمن الإطار السياسي الفلسطيني، خطوة مدروسة من قبل التيار الإسلامي الذي تتزعمه الحركة، مع حركة الجهاد الإسلامي، وتهدف لاستمرار تمزق النظام السياسي الفلسطيني،

وأضاف صافي في تصريحات لـ«الرؤية»، بأن هذه السياسة التي يتبناها التيار الإسلامي تخدم مخطط صفقة القرن، بسبب استمرار فصل غزة عن الأراضي الفلسطينية، عبر سيطرة حماس عليها سياسياً وإدارياً.

من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعات الفلسطينية عبدالمجيد سويلم، في تصريحات لـ«الرؤية» أن إفشال حماس لقاء قيادة حركة فتح في غزة، بهذا الشرط يدل على استمرار حماس في التلاعب بورقة الانقسام لإطالة حكمها ونفوذها في غزة.

وفي تصريحات لـ«الرؤية»، أكد المفكر والمحلل السياسي جمال أبونحل «أن التصريحات الرسمية الصادرة عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي، تعكس طبيعة التناغم القائم بينهما، واستمرار حماس في لعبتها السياسية القائمة على استمرار انفصال غزة، سياسياً، عن الضفة الغربية والقدس، كما أنه يمكن أن ينظر إليه على أنه موافقة غير معلنة على مخطط صفقة القرن، التي أعلنتها الإدارة الأمريكية، حيث يخدم هذا الانقسام الفلسطيني بقاء الصفقة وسيرها في الطريق المرسوم لها.

وكان الرئيس الأمريكي أعلن في نهاية يناير الماضي، خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متعهداً بأن تظل القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل، لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض الخطة المقترحة قائلاً «رفضنا خطة ترامب منذ البداية، ولن نقبل بدولة دون القدس».