الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مخاوف كورونا تثير الجدل حول طقس التناول المسيحي

سادت حالة من الجدل بين الأقباط المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول طقس التناول، أحد أهم الطقوس الدينية المسيحية، مع تزايد المخاوف الصحية المرتبطة بتفشي فيروس كورونا.

طالب مستخدمون لمواقع التواصل بمنع التناول نهائياً أو تعديله، في حين اعترض آخرون اعتبروا أن الطقس يرمز لدم المسيح وجسده ولا يمكن أن يحمل المرض للمؤمنين به.

وطقس التناول من الأسرار الكنسية، ويعد من أهم الطقوس لدى الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، ويتم عن طريق تناول رواد الكنائس خبز «القربان» وهو خبز يتم إعداده بالكنيسة، حيث يقوم الكاهن بوضع الخبز في فم المتناول ويعقبه شرب عصير الكرم من كأس تسمى «الكأس المقدسة» بملعقة خاصة تسمى «الماستير» بينما يتناول الكهنة من الكأس المقدسة نفسها.

ويعقب التناول وضع لفافة أو منديل على الفم، ويرمز الخبز وعصير الكرم إلى جسد المسيح ودمه إعمالاً لقول الإنجيل «من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه».

ويتزامن الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي مع الأيام الأولى لموسم الصوم الكبير لدى الأقباط في مصر، وهو الصوم الذي يسبق عيد القيامة المجيد.

ورغم التزام الكنيسة المصرية الصمت حتى الآن حول هذه الدعوات، إلا أن الأنبا بافلوس أسقف الكنيسة الأرثوذكسية باليونان، طلب فيه من كل متناول أن يحضر معه لفافته الخاصة لأن الكنيسة لن توفر اللفافات، كما لن تكون هناك أكواب لشرب المياه بعد التناول، وعلى كل متناول أن يحضر زجاجة المياه الخاصة به، كما ألزم السيدات بإحضار غطاء رأس خاص بهن عند الحضور للقداس لأن الكنيسة لن توفر أغطية.

من جانبه، طالب المفكر القبطي كمال زاخر المجمع المقدس بدراسة الوضع الحالي بدلاً من حالة الشد والجذب الموجود على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الكنسية.

وأضاف زاخر أن التناول هو طقس عقائدي مهم لدى الأقباط، لكن القواعد المعمول بها من ملعقة الماستير والتناول من يد الكاهن أمر من وضع بشر في النهاية، ولذلك يمكن تعديله بطريقة ما لا تخل بالطقس العقائدي، خاصة أن القاعدة الكنسية تقول إنه إذا كان الإنسان مهدداً بالخطر فإن حماية الإنسان مقدمة على كل القوانين.

من جانبه قال القمص عبد المسيح البسيط كاهن كنيسة العذراء بمسطرد إن بعض المسيحيين سألوه عن طقس التناول وإمكانية انتقال مرض كورونا منه، إلا أنه لم تصله قرارات بأي تعديل في طقس التناول.

وأضاف عبد المسيح في تصريحات لـ«الرؤية» أنه كمسيحي مؤمن لا يمكن أن يتخيل أن ينتقل فيروس كورونا أو غيره من خلال طقس التناول، لأن التناول يرمز لجسد المسيح ودمه ولا يمكن أن يكون مصدراً للمرض.

وقال د. شريف حتاتة أستاذ الطب الوقائي إن فيروس كورونا المستجد يتنشر من الأسطح الملوثة بالرذاذ، لكنه فيروس ضعيف لا يمكن أن يبقى خارج الجسم أكثر من 3 أو 4 ساعات.

وحول طقس التناول، قال حتاتة إن أي طقوس بها مشاركة وملامسة مع الأسطح يمكنها أن تنقل الفيروس، مشيراً إلى أن تشارك أي أدوات مائدة كالملاعق أو الأكواب يجب منعه حتى انتهاء أزمة الفيروس، فلا يفضل مشاركة أي أسطح أو أشياء يمكن أن تكون ناقلة للمرض، ويجب أن تكون هذه الأشياء شخصية.

حاولت «الرؤية» التواصل مع القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة المصرية، لكن لم يتسن الحصول على رد منه، لكنه قال في تصريحات صحافية سابقة «إن الكنيسة لم تصدر أي تعليمات بخصوص طقس المناولة كإجراء وقائي بعد انتشار فيروس كورونا، متمنياً أن يجنب الله مصر هذه التجربة»