السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

في زمن كورونا.. هل باتت العنصرية أخطر من الفيروس؟

في زمن كورونا.. هل باتت العنصرية أخطر من الفيروس؟

منذ تفشي الفيروس التاجي المستجد المعروف باسم كوفيد -19 أو فيروس كورونا، انطلقت موجة من العنصرية تجاه فئات معينة وتصاريح وألفاظ حتى من متعلمين ومثقفين ورؤساء دول.

وعلى الرغم من أن الفيروس ليس عنصرياً، كما وصفه نائب وزير الصحة الإيراني سابقاً، فهو لا يميز بين غني أو فقير، كبير أو صغير لا يفرق بين عرق أو طائفة أو دين ولا بين أصحاب النفوذ أو الشخصيات العادية.

حيث طال الفيروس وزراء ونواباً وأمراء وأناساً عاديين، ولكن لم يستوعب البعض هذه الفكرة ومارسوا عنصر يتهم على بعض الفئات بشكل أخطر من الفيروس.



العنصرية ضد الصينيين



منذ بدء تفشي الفيروس التاجي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وابل من العبارات العنصرية ضد الشعب الصيني، وتضمنت فيديوهات لصينيين يأكلون كائنات غير مألوفة لدى بعض الثقافات، وحمَّل العديد حول العالم الصينيين مسؤولية انتشار الوباء.

وأعربت آمي غو، القائمة بأعمال رئيس «المجلس الوطني الصيني - الكندي للعدالة الاجتماعية»، في مقابلة مع شبكة «سي بي سي» التلفزيونية عن أسفها لتعرض الكنديين من أصل صيني لـ«وصمة غير مبررة وغير عادلة».

وحذر مسؤولون في قطاع الصحة، وآخرون في الجالية الصينية في تورنتو، من عودة مشاعر العنصرية وكراهية الأجانب التي ظهرت في 2003 خلال وباء سارس (متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد) الذي حصد أرواح 44 شخصاً في كندا.



فيما دعا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، مواطنيه إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين وانتشر حتى اليوم، في أكثر من 20 دولة، محذراً من ممارسة أي تمييز عنصري بحق أفراد الجالية الصينية في كندا.

اعتداءات ومضايقات





أشار موقع بزنس إنسايدر إلى تعرض الآسيويين بشكل عام لمضايقات في الولايات المتحدة الأمريكية منذ تفشي وباء كورونا، وأُغلقت العديد من المطاعم الصينية بشكل مؤقت، فيما تعرض العديد من الأشخاص لعبارات عنصرية معينة، وفي بعض الأحيان تعرض الآسيويين للاعتداء الجسدي.

وليس فقط في الولايات المتحدة، وفقاً لبزنس إنسايدر، تم الاعتداء على رجل آسيوي في لندن عندما هاجمه مجموعة من الأشخاص مرددين «لا نريد الفيروس التاجي في بلادنا».

وفي فبراير، كتبت المخرجة الصينية البريطانية لوسي شين في حسابها على تويتر تغريدة أشارت إلى تعرضها لمضايقات وقيل لها أن تعود للصين وتأخذ القذارة معها.

وتعرض طالب صيني في أستراليا للهجوم عندما تحدث بلغته أثناء سيره في الشارع.

في الهند عنصرية ضد الهنود





أما في الهند يواجه هنود المناطق الشمالية الشرقية، عنصرية مكثفة بسبب ملامحهم، التي تشبه إلى حد ما، ملامح الصين ودول آسيوية أخرى.

وبحسب موقع كرافان، قامت امرأة تقيم في مدينة كلكتا، بالذهاب إلى المستشفى لمعاناتها من آلام في البطن، وتم منعها من الدخول إلى الطوارئ وإرسالها لمركز آخر لإجراء فحص كورونا، على الرغم من عدم ظهور أي أعراض عليها.

وبعد ذلك لم يتوفر في المركز المعدات المطلوبة للفحص فعادت إلى منزلها، ومن ثم اتصلت بها الشرطة ووجَّهت لها اتهامات بالهرب، وتم إخضاعها للعزل مع 10 أشخاص يشتبه بإصابتهم بالفيروس.

وقال طالب آخر يدرس في نفس المدينة، إنه كان ذاهباً لشراء بعض الاحتياجات الغذائية، وبعدما انتظر لأكثر من 25 دقيقة في الطابور، رفض الموظفون السماح له بالدخول بحجة أنه ليس هندياً.

فيروس ووهان والفيروس الصيني





عندما بدأ فيروس كورونا بالانتشار، كانت بدايته في ووهان التابعة لمقاطعة هوبي الصينية، وعلى الرغم من التصنيفات والمسميات العلمية، اتخذت بعض وسائل الإعلام، وكذلك بعض الأفراد مسمى فيروس ووهان التاجي، وهو سيناريو غير معتاد بتسمية فيروس بحسب مكانه الأصلي.

ويطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الوباء مسمى الفيروس الصيني في جميع مؤتمراته الصحفية وتغريداته، وفي أحد المرات وجه مراسل قناة بي بي إس، سؤالاً لترامب مضمونة ما إذا كان يعتقد أن مصطلح الفيروس الصيني غير صحيح من الناحية السياسية والأخلاقية وما إذا كان قد يعرض الأمريكيين الآسيويين لهجمات العنصرية، فأجاب ترامب: «لا، على الإطلاق.. أعتقد أنهم يوافقون على ذلك، فالفيروس جاء من الصين».



وأشار علماء التاريخ الأمريكيون الآسيويون، إلى أن العنصرية ضد الآسيويين ليست جديدة في أمريكا، بل هناك تاريخ طويل من الهجمات العنصرية ضدهم.

وأبلغ الأمريكيون الآسيويون عن أكثر من 650 هجوماً عنصرياً، الأسبوع الماضي، وفقاً لمجلس آسيا والمحيط الهادي للسياسات والتخطيط.

تُظهر هذه الحوادث تصاعد العنصرية ضد المجتمعات الآسيوية في أمريكا الشمالية.

استخدام الأفريقيين في تجارب اللقاح





وربما كانت هذه الصدمة الأكبر مؤخراً، ولكنها ليست ضد الآسيويين، إنما ضد الأفارقة هذه المرة، حيث أثار الطبيب جان بول ميرا، رئيس وحدة العناية المركزة في مستشفى كوشين في باريس، عاصفة انتقادات محلية وعالمية، بعد أن قدم خلال مقابلة تلفزيونية اقتراحاً وُصف بالعنصري والمقزز من قبل وسائل إعلام فرنسية.

فخلال مقابلة على قناة «إل.سي.أي» الفرنسية مع مدير الأبحاث في معهد الصحة الوطني الفرنسي كاميل لوشت الذي كان يتحدث عن لقاح السل «بي سي جي»، الذي يتم تجربته في عدد من الدول الأوروبية لعلاج كورونا، قال ميرا: «إن أردت أن أكون مستفزاً قليلاً، ألا يجب علينا إجراء هذه الدراسة في أفريقيا، حيث لا توجد أقنعة أو علاج أو رعاية، كما حصل في بعض الدراسات المتعلقة بالإيدز مثلاً».

وتابع متسائلاً «لماذا لا يتم تجربة اللقاح في أفريقيا، حيث نعلم بأنهم معرضون للخطر ولا يحمون أنفسهم».